الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - تميزت الطبعة ال12 للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية "فيصاحارا" التي أسدل الستارأمس السبت على فعالياتها بحضور قوي للحقوقيين من مختلف دول العالم لمناصرة قضية الشعب الصحراوي . حقوقيون من الأرجنتين والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا والنرويج وجنوب إفريقيا وغيرها من البلدان تركوا بصمات جلية في هذه التظاهرة الثقافية الوحيدة في العالم التي تقام في مخيمات للاجئين- من خلال الندوات وعروض الأفلام التي شاركوا في تنشيطها فقدموا صورا عن حقوق الإنسان كانت مختلفة لكنها متشابهة في معاناة أهلها وآلامهم. فعلى مدار 3 أيام من التظاهرة التي حملت شعار"العدالة الكونية"- برمج المنظمون عروض العديد من الأفلام الوثائقية -الطويلة منها والقصيرة- التي يدور أغلبها حول موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والاضطهاد الذي تعرض ومازال يتعرض له الصحراويون منذ بداية الاحتلال المغربي في 1975. وكانت وزيرة الثقافة خديجة حمدي قد أكدت خلال افتتاح المهرجان أن "شعار هذه الدورة ينسجم مع تطلعات وأهداف الشعب الصحراوي الذي كافح ولا يزال يكافح لأجل قيم إنسانية خالدة أبرزها الحق في تقرير المصير" في حين شدد الوزير الأول عبد القادر طالب عمر على أن بلاده "تخوض معركة حول حقوق الإنسان" وأن المهرجان "مهم جدا للتعريف بالقضية وواقعها ونقلها إلى مختلف دول العالم بطرق سلمية". وعرف المهرجان من جهة أخرى عروض أفلام حول حياة الصحراويين في المخيمات أنجزها مشاركة مخرجون صحراويون شباب تخرجوا من مدرسة السينما "الشهيد عابدين القائد صالح" التي افتتحت بمخيم بوجدور للاجئين الصحراويين في 2010 من طرف جمعية "إدارة السينما" الإسبانية التي مقرها مدريد وهي المدرسة السينمائية الوحيدة بمخيمات اللاجئين الصحراويين. وعدا الأعمال التي تناولت قضايا الصحراويين برمج المنظمون أيضا العديد من الأفلام التي استحضرت قصصا إنسانية عالمية عن نضالات الشعوب من أجل الاستقلال على غرار الوثائقي "10949 امرأة" للفرانكو-جزائرية نسيمة قسوم الذي كرم المرأة الثورية في الجزائر والعالم. حقوقيون بارزون ينشطون ندوات المهرجان شهد المهرجان منذ افتتاحه تنظيم العديد من الندوات حول حقوق الإنسان الصحراوي وقد استحضر بعضها تجارب عالمية في هذا المجال على غرار الندوة التي أقيمت تحت عنوان "العدالة الكونية" وعرفت حضور المناضلة الحقوقية الأرجنتينية نورا كورتينيس والمحامي الإسباني مانويل أويي بالإضافة للسفير الجنوب إفريقيا لدى الجزائر دينس توكو زاني دلومو. وذكرت الناشطة الحقوقية الأرجنتينية نورا موراليس دي دورتينس وهي أيضا إحدى الأعضاء المؤسسات لجمعية "ساحة ماي" بالأرجنيتن- بضحايا الإختفاء القسري ببلادها إبان حكم النظام العسكري في السبعينات من القرن الماضي معتبرة أن النضال لأجل حقوق الإنسان "طويل وعسير ويحتاج للتضحية" ومضيفة أن "ما حدث في الصحراء الغربية حصل أيضا في الأرجنتين". كما عرفت الندوة حضورا مميزا للسفير الجنوب إفريقي الذي أكد على "تضامنه" مع حقوق الشعب الصحراوي "المضطهد" معتبرا أن ما يحدث في الصحراء الغربية "أشبه بنظام الأبارتيد العنصري الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا". في حين عاد المحامي الإسباني مانويل أويي إلى تفاصيل الدعوة القضائية التي قام برفعها ضد المغرب لدى المحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد في 2006 مؤكدا أن "فتح هذا الملف ولأول مرة من طرف العدالة الإسبانية هو في حد ذاته نجاح كبير" للقضية الصحراوية على حد قوله. وضمن فعاليات المهرجان شارك أيضا حقوقيون-إعلاميون صحراويون شباب قدموا من الأراضي الصحراوية المحتلة حيث تكبدوا عناء السفر ومخاطره لأجل إخبار العالم بما يجري هناك من خروقات كما اكده كل من مامين هاشمي من العيون والطيب البوجرفاوي العضو بالرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات وكذلك شيخي لمهابة من السمارة المحتلة. وكان ما يقرب ال 100 شخص- بين ناشطين حقوقيين ومثقفين وكتاب وصحفيين- قد وقعوا قبل أسبوع بمدريد بيان هذه الطبعة مطالبين مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف عادل ونهائي من أجل تطبيق مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي. وكانت الطبعة ال12 للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية قد افتتحت الأربعاء الماضي بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين.