ينتظر أن يساهم مصنع إنتاج الإسمنت الجاري إنجازه بولاية أدرار ضمن شراكة جزائرية- صينية الذي تفقد ورشاته هذا الأحد وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب في تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الأولية في البناء إلى حد كبير على مستوى الجنوب الكبير حسبما علم من القائمين عليه. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي يجري إنجازه عبر مساحة 320.000 متر مربع بضواحي بلدية تيمقطن بإقليم تيديكلت (260 كلم شرق عاصمة الولاية) 5ر1 مليون طن سنويا مثلما أوضح ل"وأج" المشرف على المشروع مصطفى صديقي. و قدرت القيمة الإجمالية لمبلغ الإستثمار المخصص لهذا المشروع ب 21 مليار دج حيث سيساهم في توفير 1.100 منصب شغل منها 400 منصب دائم و 700 منصب مؤقت ويتبع المشروع لمجمع مؤسسات الهامل سيدي موسى بأدرار الذي يضمن بدوره توفير3.500 منصب عمل مباشر بالولاية في مختلف المؤسسات التابعة لهذا المجمع. ويعود اختيار الشريك الصيني باعتباره رائدا في مجال الصناعة الإسمنتية عبرالعالم حيث ستسند لنفس المؤسسة الصينية مهمة تسيير المصنع في مرحلة الإستغلال وفق عقد لمدة سبع سنوات يتم خلالها أيضا تكوين العمال الجزائريين و نقل الخبرة و أحدث التكنولوجيا المعتمدة في تسيير هذه الوحدة الإنتاجية حسب المتحدث ذاته. آمال كبيرة لتلبية حاجيات وسائل الإنجاز بالمنطقة يعد مصنع الإسمنت بتيمقطن أول نشاط صناعي من هذا النوع بالجنوب الكبير و تعلق عليه آمال كبيرة للمساهمة المباشرة في دفع وتيرة التنمية المحلية و إعطاء نفس إضافي للورشات المفتوحة لإنجاز مختلف المشاريع القاعدية بالولاية من خلال ضمان توفير مادة الإسمنت التي تشكل أكبر تحدي لوسائل الإنجاز بالمنطقة. كما يحمل هذا المشروع الهام آفاقا "واعدة" في سوق الإسمنت من خلال الدور الذي سيؤديه في تحقيق الرهان الذي تخوضه السلطات العليا للبلاد لتقليص فاتورة استيراد هذه المادة الأولية الهامة التي يتزايد عليها الطلب من سنة لأخرى حيث سيعمل على توفير مختلف أصناف الإسمنت التي تدخل في تجسيد مختلف الأنشطة على غرار الإسمنت البترولية التي سيوفر منها المصنع حوالي 200.000 طن سنويا مما سيساهم بصفة مباشرة في تلبية الطلب على هذا الصنف من الإسمنت من طرف المؤسسات العاملة في مجال المحروقات بإقليم المنطقة. و قد تم اختيار موقع تجسيد هذا المصنع الذي يجري إنجازه بمواصفات عالمية تراعي مختلف جوانب السلامة البيئية بالنظر لعدة عوامل مساعدة من أبرزها توفر المادة الأولية الخام لإنتاج الإسمنت بهذه المنطقة مما يساهم في رفع إنتاجية المصنع و ينعكس إيجابا على سعر الكيس الإسمنتي الواحد الذي سيكون تنافسيا إلى حد كبير بفعل توفر تلك العوامل كما تمت الإشارة إليه . وتم في الشأن البيئي أخذ بعين الإعتبار مختلف المواصفات العالمية المعمول بها ووضع نظام اقتصاد الطاقة باحتواء المصنع على محطة لتوليد الكهرباء مستقلة عن الشبكة الكهربائية العمومية بطاقة إنتاج تقدر ب 52 ميغاواط. كما ينتظر أن يساهم المصنع الذي كانت قد انطلقت ورشات إنجازه مطلع فبراير 2016 لآجال 11 شهرا في إحداث توازن تنموي بولايات الجنوب الكبير و إعطاء قيمة مضافة من خلال توفير حركية إقتصادية تساهم في تحسين ظروف حياة سكان الإقليم و إنعاش الأنشطة الشبانية المصغرة المرافقة لمثل هذه المشاريع الكبرى. و يتطلع القائمون على هذا المشروع الصناعي بعد دخوله مرحلة التسويق في نهاية الثلاثي الأول 2017 إلى خوض مرحلة التصدير نحو الخارج مستقبلا خاصة للدول الإفريقية بعد تحقيق الإكتفاء المحلي و الجهوي بمنطقة الجنوب الكبير حتى يواكب التوجهات الرامية لتشجيع الصادرات خارج المحروقات كما تمت الإشارة إليه .