أثار اعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري من أبو ظبي عن اتفاق لوقف اطلاق بين الحوثيين والتحالف العربي حفيظة الساسة بالحكومة اليمنية التي اعتبرت ذلك "رغبة من كيري في إفشال مساعي السلام" واتهمت واشنطن بالسعي للتواصل مع الحوثيين بعيدا عنها مما ولد مخاوف من استمرار الانسداد لآفاق الحل السياسي في هذا البلد الذي يشهد حربا منذ نحو 19 شهرا. فقد اعلن جون كيري عن اتفاق جديد للحل في اليمن بين الحركة الحوثية وحلفاءها من جهة والتحالف الذي تقوده السعودية من جهة اخرى وموافقتهم على الالتزام بوقف للاعمال الحربية في اليمن اعتبارا من غد الخميس وكذا موافقة الجهات المنخرطة في الصراع في هذا البلد على العمل في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام الحالي. غير ان الحكومة المعترف بها دوليا والتي يترأسها عبد ربه منصور هادي اعلنت انه "لا علم لها بالاتفاق" وانها "غير مهتمة به اصلا". --الحكومة اليمنية تتهم كيري بمحاولة إفشال السلام-- ووصفت الحكومة اليمينة تصريحات كيري ب"مثيرة للاستغراب" واكدت أنها لم تدع إلى أي اجتماع ولم تبلغ بأي شيء مشددة على ان أي محاولة للاتفاق مع طرف واحد "محكوم عليها بالفشل". وفي انتظار تطورات وما قد يؤول اليه هذا الاتفاق الذي لم يعلق عليه بعد التحالف العربي فان الحكومة اليمينة شددت على لسان وزيرها للخارجية المخلافي انها لم تبرم أي اتفاقات ولا تعنيها أي عملية بعيدة عنالأمم المتحدة ووفق المرجعيات المتفق عليها سابقا وان تصريحات المسؤول في الادارة الامريكية ما هي الا "رغبة في إفشال مساعي السلام و محاولة للاتفاق مع الحوثيين بعيدا عنها". وفي وقت سابق نقلت وكالات الانباء الدولية عن مصادر سياسية مطلعة أن وزير الخارجية الأمريكي عقد لقاء مساء اول أمس الإثنين مع رئيس وفد الحوثيين بمشاورات الكويت محمد عبد السلام في العاصمة العمانية مسقط . وأكدت المصادر في تصريح أن الوزير كيري " التقى , ناطق الحوثيين بحضور وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في مقر الوزارة بالعاصمة مسقط بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام بعد اشتراط وفد الحوثيين ." وأشارت الى ان وفد الحوثيين المتواجد في مسقط منذ أكثر من أسبوع "منفردا بعيدا عن وفد الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح الذي عاد إلى صنعاء." وفي اكتوبر الماضي رفضت الحكومة اليمنية خارطة طريق للحل تقدم بها المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ . واعتبر الرئيس اليمني الخارطة أنها "تحافظ على بقاء الميليشيات واحتفاظها بالسلاح والمؤسسات وأنها لا تلبي طموحات الشعب اليمني في إحلال السلام الدائم والشامل القائم على إنهاء "الانقلاب" واستئناف المسار السياسي بمناقشة مسودة الدستور ثم إجراء الانتخابات". وتشمل خارطة الطريق سلسلة إجراءات أمنية واخرى سياسية انتقالية تشمل مؤسسة الرئاسة بما في ذلك تعيين نائب رئيس جديد وتشكيل حكومة وفاق وطني لقيادة المرحلة الانتقالية والإشراف على استئناف الحوار السياسي وإكمال المسار الدستوري ومن ثم إجراء الانتخابات. --الاقتتال متواصل على أشده بمحافظات اليمن-- وعلى الارض لا زالت المعارك في عدد من المحافظات اليمنية على أشدها بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. ومن صور استمرار الاقتتال والعنف الذي يميز المشهد اليمني انفجار عبوة ناسفة اليوم مستهدفة محافظ شبوة جنوبي اليمن أحمد لملس الذي نجا من محاولة اغتياله فيما سقط قتيل واصيب اثنين اخرين . وذكر مصدر أمني مسؤول بالمحافظة أن العبوة الناسفة زرعها مجهولون بالقرب من منزل أحمد لملس وسط مدينة عدن عتق عاصمة المحافظة وان الحادث يأتي بعد يومين من وصول المحافظ إلى المدينة لممارسة مهامه منذ تعيينه من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي منتصف شهر اكتوبر الماضي. وفي محافظة تعز (256 كلم) جنوبصنعاء أعلن المجلس العسكري وهي " قوات موالية للحكومة" ان معارك جرت امس ومتواصلة اليوم في المدينة اسفرت عن 35 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال بيان للمجلس " إن 27 عنصرا من الحوثيين قتلوا وأصيب العشرات فيما قتل 8 من أفراد الجيش والمقاومة - قوات موالية للحكومة - وأصيب 22 آخرون". وتركزت المعارك في الجهة الشرقية من مدينة تعز حيث حققت القوات الموالية للحكومة تقدما في عدد من المواقع. من جهة اخرى قال مصدر عسكري ان القوات الموالية للحكومة شنت عملية عسكرية شرق مدينة تعز وتمكنت من تحرير مواقع "المكلكل ومنطقة صالة وقصر الامام ومبنى البنك المركزي الجديد ومدرسة صلاح الدين وعدد من المباني شرق المدينة ". وأوضح أن معظم تلك المواقع تطل على القصر الجمهوري الخاضع لسيطرة الحوثيين وحلفائهم وكذا معسكر قوات الامن الخاصة. وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن أعلنت القوات الموالية للحكومة سيطرتها على عدد من المواقع من قبضة الحوثيين في جبهة ميدي. كما شهدت مناطق عدة في مديرية نهم بصنعاء ومناطق اخرى في محافظاتمارب والضالع والبيضاء معارك عنيفة بين الجانبين. ومع اشتداد المعارك على الأرض شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على اهداف للحوثيين وحلفائهم في عدة محافظات. وطال القصف الجوي مواقع في العاصمة صنعاء وأخرى في محافظة الحديدة الساحلية بالإضافة إلى قصف مواقع في محافظة صعدة معقل الجماعة في اقصى الشمال اليمني. وتشهد اليمن معارك مستمرة منذ مارس 2015, بين القوات الموالية للحكومة مسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم في عدد من المحافظات.