غمر نجم الأغنية المالية ساليف كيتا الجمهور القسنطيني بأعذب الأنغام الأفريقية خلال ثاني سهرات المهرجان الدولي "ديما جاز" و ذلك ضمن إيقاع متجانس بين الموسيقى الحديثة و ألحان قبائل الماندينغا. وسرعان ما جذب بحنجرته التي تشبه صوت العندليب اهتمام جمهور قاعة أحمد باي التي سجلت بهذه المناسبة حضورا كبيرا للطلبة الماليين الذين تنقلوا للتمتع بأنغام مطربهم المحبوب من خلال إيقاعاته و ألحانه التي قدمها على مدار مسيرة فنية تمتد لأكثر من 50 سنة. وعلى مدار حوالي ساعة و نصف مساء أمس الأحد تمكن ساليف كايتا الذي حمل عاليا راية الموسيقى الأفريقية عموما و مالي خصوصا من رفع التحدي من خلال النجاح في جعل جمهور "ديما جاز" يرقص على إيقاع آلة الكورة الموسيقية من خلال أدائه لأغاني من ألبومه الأخير "تالي" و أخرى من رصيده الفني القديم. وغنى كيتا الذي بدا مرتاحا على الخشبة "سي بون سي بون" و "دا" و "ناثي" و أغاني أخرى ضمن إيقاع ممتع و جذاب حيث مزج في وصلته الغنائية بين "السول" و "الجاز" مذكرا بتنوع و ثراء الأنغام الأفريقية. واختتم المطرب فقرته الغنائية بأغنية "مادان" حيث جعل محبيه يعيشون حالة من النشوة الاستثنائية. وعقب الحفل أعرب ساليف كيتا عن فرحته الكبيرة للمشاركة لأول مرة في المهرجان الدولي "ديما جاز" مردفا بأن الموسيقى هي "لغة توحد بين الشعوب". ونشط الجزء الأول من هذه السهرة فريق "كايرو جاز ستاسيون" الذي ارتحل بالحضور على أنغام آلتي "الساز" و "الأكورديون" بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط بحثا عن هوية موسيقية جديدة مشتركة. ورافق كل من عازف "الساز" عبد الله أبوزكري (مصر) و عازف "الأكورديون" البرتغالي جواو باراداس إيقاعات التركي إسماعيل ألتونباس و عازف "الكمان" لوريس لاري (إيطاليا) ليقدموا تزاوجا غير مسبوق بين الأنغام و ذلك وسط فرحة كبيرة من طرف الجمهور بهذا المزيج الذي صفقوا له مطولا. وسيستقبل يوم الاثنين مهرجان "ديما جاز" الذي سيتواصل إلى غاية 24 نوفمبر الجاري مارتا هاي الملقبة بملكة السول فيما سيحيي جمال صبري المعروف بجو و فرقته "لي بيربير" الجزء الثاني من السهرة.