وصل يوم الجمعة إلى مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة جثمان شيخ المالوف محمد طاهر فرقاني الذي وافته المنية مساء أول يوم الأربعاء عن عمر ناهز 88 سنة بباريس (فرنسا). و كان في استقبال الجثمان المغطى بالعلم الوطني و يحمله عناصر من الحماية المدنية الوزير الأول عبد المالك سلال و وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و أفراد عائلة الفقيد و كذا السلطات المحلية . و قد تم نقل الجثمان إلى منزل فقيد الساحة الفنية الجزائرية بحي سيدي مبروك و منه إلى دار الثقافة مالك حداد لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. و ستؤدى صلاة الجنازة بمسجد الأمير عبد القادر قبل أن يوارى جثمانه الثرى بالمقبرة المركزية بوسط مدينة قسنطينة. فنانو قسنطينة يكرمون عندليب سيرتا العتيقة قسنطينة- أثار خبر رحيل مطرب المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني مشاعر أقارب و أصدقاء و محبي الراحل. فقد توافد مساء الخميس عديد الفنانين و الأصدقاء على المنزل العائلي للفقيد بحي سيدي مبروك الأعلى لتكريم عندليب سيرتا العتيقة و أجمل ذكريات تاريخ الحفاظ على موسيقى عريقة تشكل هوية مدينة بأكملها. فبالنسبة لقدور درسوني و هو أستاذ آخر لموسيقى المالوف كان على رأس الفنانين الذين توجهوا إلى منزل الراحل يعد فقدان عندليب سيرتا العتيقة "خسارة كبرى". و يعتبر الشيخ درسوني (89 سنة) من أشد الغيورين على طابع المالوف حيث بذل جهودا كبيرة للحفاظ على جزء هام من تاريخ الموسيقى الجزائرية. فبالنسبة لهذا الشيخ الذي لم يتمالك دموعه "محمد الطاهر فرقاني هو صديق حياة بكاملها و رفيق مشوار فني يمتد على مدار 70 سنة" و رحيله جد مؤلم. وغالبا ما شارك الشيخ درسوني و هو عازف عود و ناي و مطرب في آن واحد في أوركسترا حمو فرقاني و ريمون ليريس و بمعية محمد الطاهر فرقاني "أطلقا العنان لموهبتهما و لشغفهما بهذا الطابع الموسيقي" حسب ما أكده فنانون كانوا متواجدين بمنزل الراحل الحاج فرقاني. و قد رافق الشيخ درسوني الذي نقل النوبة الأندلسية بامتياز و ألف عدد كبير من قصائد الموسيقى العربية الأندلسية أوركسترا محمد الطاهر فرقاني من خلال مئات التسجيلات حسب ما أكد قوله الحاضرون بمنزل الراحل الحاج فرقاني. أما بالنسبة للعربي بن تليس و هو عضو مؤسس في الجمعية الثقافية "مقام" التي تعد مرجعا في توريث الموسيقى الكلاسيكية للأجيال الجديدة يعد رحيل عندليب سيرتا العتيقة "اختبارا قاسيا" مؤكدا بأن "الموسيقى الجزائرية فقدت أحد أعمدتها". فبالنسبة للسيد بن تليس كان بوحجة مثلما يحلو لأصدقائه تلقيبه مولعا بالموسيقى. و أضاف يقول: " رغم سنه و حالته الصحية لم يكن بإمكان بوحجة مقاومة أي قعدة قسنطينية فمنذ النوتات الأولى يطلق استخباره و يطرب الحضور" حسب ما أردفه المتحدث. و أكد أيضا بأن الحاج فرقاني خصص حياته لفنه مضيفا "لقد قمت بعديد الرحلات مع الراحل و كان في كل تنقلاته يعمل دون كلل على التعريف بالمالوف القسنطيني". و منذ الإعلان عن رحيل الفنان توافد محبوه من جميع الأعمار الذين قدموا من مختلف أحياء قسنطينة على منزل المطرب الذي صدح ذات يوم ب"قالوا العرب قالوا" لتوجيه تحية أخيرة له. و كان الإعلان عن وفاة محمد الطاهر فرقاني قد أثار ردود أفعال عديد الفنانين الذين أجمعوا على وصف رحيله ب"الخسارة الكبرى" بالنسبة للموسيقى و الثقافة الجزائريتين. و كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد اعتبر في رسالة تعزية وجهها لعائلة الفقيد أن الجزائر فقدت في شخص محمد الطاهر فرقاني "أحد أعلام ثقافتها و ساحتها الفنية" مشيدا بخصال الفقيد و ولائه لوطنه و اهتمامه الدائم بتأدية مهمته الفنية على أكمل وجه داخل الوطن و خارجه. من جهته وصف رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح محمد الطاهر فرقاني بأنه "أحد أعمدة الموسيقى الأندلسية" و إحدى الشخصيات المرموقة التي طبعت الثقافة الجزائرية. و أكد وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي بأن الجزائر "فقدت أحد أكبر فنانيها" الذي كرس حياته ل"الحفاظ على المالوف ذلك الفن الراقي و المحبوب.