شيعت اليوم الجمعة، في جو مهيب جنازة شيخ المالوف محمد الطاهر الفرڤاني بالمقبرة المركزية لمدينة قسنطينة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وجمع غفير مكون من مسؤولين وفنانين ومواطنين وأقارب الراحل. وذكر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في الكلمة التأبينية بالمسيرة الحافلة لفقيد الساحة الفنية الجزائرية، واصفا إياه بأنه "رمز لمدينة بكاملها والذي أعطى للموسيقى الكلاسيكية الجزائرية كل معاني النبل وبالتزام مثالي". وأضاف الوزير، أن برحيل الشيخ "تكون الجزائر قد فقدت أحد كبار فنانيها الذي كرس حياته للحفاظ على فن موروث عن الأسلاف يسمى المالوف"، مذكرا كذلك بالصفات الإنسانية والفنية لمحمد الطاهر فرقاني. وأردف وزير الثقافة بأن محمد الطاهر فرقاني قد كرس 70 عاما من عمره في خدمة الهوية الثقافية والفنية للبلاد، مشيرا إلى ان الشيخ عرف كيف يربط بين عديد الأجيال. كما التزم ميهوبي بنشر مذكرات الشيخ محمد الطاهر فرقاني، وذلك تلبية لرغبة الراحل لتكون "مرجعا لتاريخ الموسيقى الجزائرية". قبل ذلك تم وضع جثمان هذه القامة الفنية بدار الثقافة مالك حداد، حيث تمكن المئات من المواطنين وأصدقائه وأقاربه من إلقاء النظرة الأخيرة عليه وتقديم التعازي لأفراد عائلته، وذلك قبل أداء صلاة الجنازة بمسجد الأمير عبد القادر. وصرح بالمناسبة ل/وأج المغني ديب العياشي، وهو يذرف الدموع من عينيه بأن الحاج "كان صديقا وأخا"، مضيفا بأن الطاهر فرقاني كان نموذجا في "الطيبة والالتزام والتواضع والبساطة والإخلاص". من جهته، عبر الفنان حمدي بناني الذي رافق الحاج الطاهر فرقاني طيلة 60 عاما عن حزنه مؤكدا بأن الفقيد كان بمثابة "أستاذا وسفير للموسيقى العريقة". وأضاف يقول أيضا: "اسم محمد الطاهر فرقاني سيبقى مرتبطا بقسنطينة وبالمالوف". للتذكير فقد انطفأت شمعة صاحب الأغنيتين الخالدتين "يا ظالمة" و"البوغي" بالإضافة إلى روائع أخرى أول أمس الأربعاء بباريس (فرنسا) عن عمر ناهز 88 عاما.