أكدت شخصيات سياسية ودينية إفريقية اليوم الثلاثاء بالعاصمة التشادية انجامينا على ضرورة حشد جهود كل المكونات الإجتماعية في دول الساحل لاسيما الشباب منهم بهدف الوقاية من الأفكار الهدامة المحفزة على التشدد والتطرف العنيف في المنطقة مشددة على أن "إفريقيا لم تكن أبدا منبعا للإرهاب" بفضل القيم التسامح و الوسطية التي تميزت بها المنطقة. وخلال الجلسة الإفتتاحية لأشغال الورشة الخامسة التي تنظمها بانجامينا اليوم الثلاثاء و على مدى يومين رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل بالشراكة مع وحدة التنسيق و الإتصال دعا الأمين العام العام للرابطة يوسف بلمهدي إلى "الدفاع عن القيم الفكرية و الدينية لشعوب منطقة الساحل الإفريقي و الحيلولة دون التفريق بين مكونات أوطانها" مؤكدا أن الشباب لابد أن يكون في صلب هذه الإستراتيجية. وأبرز أن مسألة الأمن أصبحت من "التحديات الكبرى بالنسبة للمنطقة لأنه يدخل في كل جوانب الحياة فمنه الأمن الفكري والأمن الإجتماعي و الأمن العقائدي الذي نعمل على تفعيله في مجتمعاتنا" مشددا على أن "الشباب يجب أن يكون في صلب هذه المعادلة و أن يكون لبنة بناء و ليس معول هدم". من جانبها ثمنت منسقة وحدة التنسيق و الإتصال لدول الساحل، زينب كوتوكو أهمية الدور الذي يحظى به الأئمة و رجال الدين في مجتمعاتهم لاسيما في علاقتهم مع الفئات الشبانية التي أصحبت من أكثر الفئات عرضة للأفكار المتشددة مشيرة إلى "ضرورة مواصلة التكوين و دعم المعارف بالنسبة للدعاة والأئمة لتفعيل نشاطهم الديني و الإجتماعي". وأعربت المسؤولة النايجيرية إلتزام وحدة التنسيق و الإتصال بالعمل المتواصل مع كل الفاعلين في المنطقة "من أجل المساهمة في تأمين دولها و حمايتها من الأخطار الأمنية التي تهدد نسيجها الإجتماعي و أسسها الفكرية". "إفريقيا لم تكن أبدا منبعا للتطرف و الإرهاب" في نفس التوجه، أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد، الشيخ حسين حسن أبكر أن "إفريقيا ليست ولم تكن أبدا منبعا للتطرف و الإرهاب"، معتبرا أن التشدد و التطرف ظهر بسبب وفود "أفكار جديدة تتميز بالتكفير و التشكيك في عقيدة الآخرين". وأوضح الشيخ حسن أبكر أن "التصدع حدث بسبب وفود أفكار جديدة تتميز بالتكفير و التشدد والتشكيك في عقيدة الآخرين" معتبرا أن "النزاع الديني اليوم هو قائم بين الدخيل المهاجم و الأصيل المدافع"، مشيرا إلى أنه من أجل الوقوف في وجه هذه الأفكار الظلامية "لابد من حماية و تعزيز الدين الوسطى الذي يعتبر أحد ثوابت شعوب منطقة الساحل و مسلمي إفريقيا عموما". وفي ذات السياق، دعا وزير الأمن العام و الهجرة التشادي ،أحمد محمد باشر، "الجميع إلى المساهمة بفعالية في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف" على غرار رابطة علماء و دعاة وأئمة دول الساحل، مثمنا جهود الرابطة ووحدة التنسيق و الإتصال في التحسيس بمخاطر التشدد و التطرف العنيف على دول المنطقة، ومشيرا إلى أن "السلم و الأمن ليس قضية حكومة معينة فقط بل هي قضية تهم الجميع و على الجميع أن يساهم و ينخرط بفعالية في تعزيز السلم و الأمن في تشاد مثل أي بلد آخر في منطقة الساحل". وأبرز الوزير التشادي أهمية الدور الذي تقوم به رابطة علماء و دعاة و أئمة الساحل ووحدة التنسيق و الإتصال في تأمين شعوب المنطقة و تحسيسها بالمخاطر الوافدة إليها. وشهدت جلسة الإفتتاح التي تمت بمقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد حضور وفد حكومي معتبر من خمس وزراء هم وزير الأمن العام و الهجرة أحمد محمد باشر و الوزير المكلف بالداخلية و الحكم المحلي أبو بكر جبريل و الوزير المكلف بالتعليم العالي حسين مسار حسين ووزير الدولة المكلف بالصحة محمد النظيف يوسف ووزير الثروة الحيوانية عبد الرحيم يونس إلى جانب عدد من الشخصيات الدينية المرموقة بالبلاد على غرار شيخ الطريقة التيجانية بتشاد، محمد عيسى خاطر و تمثيلية الأزهر الشريف في تشاد إلى جانب حضور غفير من الأئمة و رجال الدين بالبلاد. ويتضمن برنامج الورشة عددا من المحاور أبرزها مسألة استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الإتصال من العلماء و الأئمة من أجل تعزيز الخطاب الوعظي و الإرشادي الرامي إلى ترسيخ قيم التسامح و التبادل لدى فئة الشباب و تحسيسهم بالمخاطر التي تمثلها الأفكار الهامة التي تنشرها التنظيمات الإرهابية. أقيمت الورشة السابقة للرابطة في العاصمة السنغالية داكار و توجت ب"إعلان داكار" الذي تم من خلاله تبن "سياسة إستباقية" تقوم على دراسة الأسس التي تقوم عليها الإيديولوجيات المتطرفة و إنتاج خطاب مضاد يجنب دول المنطقة التشدد و الإرهاب.