دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة يوم الثلاثاء ببروكسل المجتمع الدولي إلى تفضيل مفهوم "فريق الوساطة" كأداة للدبلوماسية في مجال تسيير النزاعات وتسويتها من أجل "نجاعة أكبر". وأوضح السيد لعمامرة خلال ندوة دولية رفيعة المستوى حول الوساطة قائلا "لقد أدركنا أن الوسيط التقليدي الذي يتمتع بالخصال الفريدة والقدرة على الإقناع أضحى يتراجع أكثر فأكثر فاسحا المجال لفريق الوساطة". وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه "يستحسن أن يكون هناك فريق وساطة وليس شخص واحد" مشيرا إلى أن هذه الممارسة "شائعة في إفريقيا". وقال السيد لعمامرة إن إفريقيا تملك تجربة "ثرية" في مجال ثقافة الوساطة مستدلا بممارسة "شجرة النقاش" الإفريقية القديمة التي يتم التطرق تحت ظلالها إلى النزاعات وطرق تسويتها داخل الجماعة. وأشار في هذا الصدد إلى أن الوساطة تبقى أفضل وأحكم طريقة لتسوية أي أزمة أو نزاع معتبرا أن إشراك جميع أطراف المشكل في مسار الوساطة لتصبح أطرافا في الحل "ضرورة". ولدى تطرقه إلى الدروس المستخلصة من مختلف الوساطات التي نجحت فيها الجزائر منذ استقلالها اعتبر الوزير أن إشراك في مختلف مسارات الوساطة لشركاء آخرين على غرار الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتسوية النزاع بين إثيوبيا واريتريا أو منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في مفاوضات اتفاق السلم في مالي ساهم في إنجاح الوساطة. و أوضح السيد لعمامرة قائلا "إن قيامنا بتشكيل فرق متجانسة قد جعل أطراف النزاع تدرك ضرورة التعاون و قبلت الحلول التوافقية" مركزا في السياق ذاته على أهمية "التكامل و الاندماج". و تأسف السيد لعمامرة الذي تدخل أمام نظرائه و وسطاء معروفين على الصعيد الافريقي و الأوربي على غرار رئيس فينلدا السابق و الحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي اهتيساري و عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جورج ميتشل و المبعوث الخاص لهيئة الأممالمتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا و كذا وسطاء اخرين عن "غياب الاستمرارية" في آلية هيئة الأممالمتحدة في مجال الوساطة. و اشار وزير الخارجية الجزائري إلى ليبيا حيث يستعد الأمين العام الجديد لهيئة الأمم لتعيين مبعوث جديد الخامس منذ سقوط نظام القائد الليبي معمر القذافي سنة 2011 من اجل تجاوز الانسداد السياسي معتبرا أن هذه التغييرات "قد تؤثر على تناسق عملية" الوساطة. و اضاف قائلا أنه "عند قيادة عملية وساطة يجب تحديد أولويات" مشيرا إلى أهمية اختيار الطرق حسب طبيعة الأزمات و النزاعات. و اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا أن الأولوية في مسار الوساطة تكمن في البحث عن "أكبر عدد من المنخرطين" في المسار من أجل زيادة حظوظ نجاح حل دائم. و من جهته, أكد وزير البلجيكي للشؤون الخارجية, السيد ديديي رايندرز,بأنه يجب على الوساطة أن تندرج في سياق التنمية المستديمة للسلام. و ذكر نفس المتحدث بشعار ترشح بلجيكا من اجل الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة للفترة 2020/2019 , و الذي شرع تطبيقه, ألا و هو " بناء الإجماع و العمل من أجل السلام". و قدم الرئيس الفنلندي السابق و الحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي أهتيساري, بمناسبة هذه الندوة تجربته في مجال تسهيل مسار السلم بين حكومة اندونيسيا و حركة تحرير آجه ,بصفته مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة من اجل تحديد الوضع المستقبلي لإقليم كوسوفو, و أيضا بصفته مبعوث خاص للأمم المتحدة للقرن الإفريقي.