مرّة أخرىي خيّب المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم آمال محبيه من عشاق الكرة المستديرة، عقب انهزامه المرّ أمس السبت بلوزاكا أمام منتخب زامبيا بنتيجة (3-1)، لحساب الجولة الثالثة (المجموعة الثانية)، لتتبخر بذلك أمال "الخضر" ومعها آمال شعب برمته في التأهل إلى مونديال روسيا ففي الوقت الذي كان عشاق المنتخب الوطني يحبسون الأنفاس و يمنون الأنفس بقدرة المنتخب الوطني على تسجيل انطلاقة جديدة بلوزاكا، بعد بدايته المتعثرة في تصفيات المونديال، لم تكترث تشكيلة المدرب الوطني الاسباني لوكاس الكاراز لكلّ هذه الامال، ولم تجهد نفسها في تحقيق نتيجة تثلج بها قلب الجمهور الواسع الذي أجبر -مرّة أخرى - على تجرّع مرارة هزيمة ثانية في مشوار التصفيات بعد الهزيمة الأولى أمام منتخب نيجيريا (3-1) شهر نوفمبر من سنة 2016. ولم تجد التشكيلة الزامبية المدعومة بجمهورها عناءا كبيرا في توجيه الكفة لصالحها منذ بداية المقابلة، حيث تمكنت في الدقيقة السادسة من عمر اللقاء من تسجيل الهدف الأول بعد اختراقها لخطّ دفاع هشّ، الأمر الذي دفع بالكثير من المتتبعين و الملاحظين إلى توجيه انتقادات لاذعة لخيارات المدرب الاسباني الذي أقحم الياس حساني (نادي شيرون مورفارانا/ بلغاريا) لأول مرة في محور الدفاع ي في الوقت الذي يعاني منه اللاعب من نقص رهيب في الخبرة في مثل هذا النوع من المقابلات الحاسمة. وتفطن المدرب لهذه الهفوة في الشوط الثاني من المقابلة عندما استبدله بيوسف عطال . خيارات الكاراس "غير الموّفقة" تلقى الكثير من الانتقادات فبعد توليه لشؤون العارضة الفنية للخضر عقب الإقصاء المخيب للمنتخب الوطني في الدور الأول من نهائيات كاس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، يبدو انّ المدرب الاسباني قد وجد صعوبة كبيرة في كسب ثقة الجماهير الكبيرة من عشاق المنتخب الوطني، والتي لم تتوانى مساء امس السبت في التعبير عن أسفها و خيبتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبرّ الكثير من المناصرين عن اشتياقهم لأيام المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي قاد الجزائر إلى نهائيات مونديال 2014 بالبرازيل و حقق معه المنتخب الوطني تأهل تاريخي إلى الدور الثمن نهائي من المنافسة. فحتى وانّ كان الكاراز غير مسؤول عن المقابلتين الأولى و الثانية من التصفيات، لانه لم يكن يشرف على المنتخب الاّ انه قد اخفق يوم امس السبت في إعادة قاطرة الخضر إلى السكة الصحيحة، خاصة وان المنتخب أبدى وجها شاحبا لا يبشر بنتائج احسن في المستقبل . وما يزيد من مرارة هزيمة امس بلوزاكا، أنها تأتي بعد اقل من أسبوعين فقط من إقصاء المنتخب الوطني للمحليين تحت قيادة الكاراز من بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين 2018 بكينيا. بعد هزيمة المنتخب أمام نظيره الليبي في لقاء الذهاب بقسنطينة ب(2/1)، تعادل المنتخب الوطني (1/1) في المقابلة الثانية بصفاقس ما يعني الاقصاء من المنافسة. وعليه ي يكون الكاراز قد فشل في تحقيق أول هدف مسطر له من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) المتمثل في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بالإضافة إلى تبخر أمال الجزائر حاليا في الذهاب إلى مونديال روسيا 2018 . وبهذا الخصوص، كان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي قد استبعد امس السبت أي نية في التخلي عن خدمات المدرب الكاراز مؤكدا ذلك بالقول:" لا توجد لديما أي نية في الاستغناء عن المدرب (...) الناخب الوطني سيواصل عمله بشكل عادي ". ويتعين على الكاراز الذي استهل مشواره مع المنتخب الوطني بالفوز بمقابلتين، واحدة ودّية ضدّ منتخب غينيا (2- 1) و الثانية أمام الطوغو (1-0) لحساب الجولة الأولى من تصفيات كاس إفريقيا 2019 - مراجعة أوراقه من خلال القيام بالتغييرات المناسبة التي تمكن الخضر من استعادة الثقة في النفس خلال المقابلة التي ستجمعهم يوم الثلاثاء المقبل بقسنطينة ضدّ منتخب زامبيا بقسنطينة ابتدءا من الساعة ال30ر20ساي لحساب الجولة الرابعة من تصفيات مونديال 2018 .