جدد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية ,نور الدين عيادي, يوم الاربعاء بمقر الجامعة العربية, دعم الجزائر الدائم و الثابت لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة على حدود عام 1967 و عاصمتها القدس, داعيا الفلسطينيين الى توحيد الصفوف في سبيل نصر قضيتهم العادلة. و في كلمة له, خلال الدورة ال149 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري , برئاسة السعودية, أكد السيد عيادي رئيس الوفد الجزائري في هذه الاشغال, ان القضية الفلسطينية "تبقى قضيتنا المركزية و تظل في مقدمة أولوياتنا ,لا سيما في ظل ما تشهده في الاونة الاخيرة من محاولات متتالية للاجهاز عليها و القضاء على أي بصيص أمل في إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة , وسط تنامي التعنت الاسرائيلي وسياسته الاستيطانية الجائرة, و تعديه المستمر على الشعب الفلسطيني الاعزل و أرضه و تاريخه و مقدساته". و اضاف في ذات السياق "و قد سبق لمجلسنا في اجتماعاته الاخيرة أن أقر جملة من الاجراءات لمواجهة آثار قرار الادراة الامريكية اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي". و دعا عيادي الى "حرص الجميع على تطبيق هذه الاجراءات و مواصلة اغتنام المواقف الدولية المتضامنة مع الحق الفلسطيني و الشرعية الدولية لتبديد المفاهيم السائدة لدى البعض حول طبيعة الصراع و إبراز الصورة الحقيقية لمعناة الشعب الفلسطيني و الانتهاكات التي لا يزال يتعرض لها, و تأكيد التزام الجانبين الفلسطيني و العربي بالشرعية الدولية للتوصل الى حل سياسي شامل و عادل, و العمل بشكل أكثر فعالية في سبيل تكوين رأي عام دولي يعترف بحق الشعب الفلسطيني في العيش كباقي شعوب العالم في أمن و استقرار في كنف دولة مستقلة و ذات سيادة , عاصمتها القدس". كما ناشد الاممالمتحدة و المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهما للعمل على التوصل الى حل دائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة, و الضغط على قوة الاحتلال للالتزام بقرارات الشرعية الدولية , واحترام مبادئ القانون الدولي, و متطلبات عمليات السلام و الاسس التي يرتكز عليها حل الدولتين, و التأكيد على أن "التخلي عن ذلك لن يزيد الوضع الا تعقيدا, و ستكون له تداعيات خطيرة تزيد من تأجج الوضع في المنطقة و في العالم باسره". و فيما يتعلق بتطورات الوضع في ليبيا, قال رئيس الوفد الجزائري, ان "استمرار الوضع الحالي في ليبيا يبقى بدوره محل انشغالنا و يجعلنا نؤكد على أهمية العمل بشكل سريع من أجل تعزيز الحل السياسي و السلمي تحقيقا للامن و الاستقرار في هذا البلد, بعيدا عن التدخلات الاجنبية, والتي لا تخدم الاستقرار فيه و في المنطقة". و جدد في هذا الاطار , دعم الجزائر لمسار التسوية الذي ترعاه منظمة الاممالمتحدة و "حرصها على العمل بشكل دؤوب و مستمر لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء الليبيين, و تشجيعهم على الحوار الشامل" مهيبا بالاخوة الليبيين الى "اعتماد لغة الحوار و نبذ الصراعات , و تغليب المصلحة العليا للوطن , في سبيل الحفاظ على استقرار و سيادة ليبيا ووحدتها". وفيما يخص الازمة السورية ,قال عيادي "نحن نراقب عن كثب الوضع في هذا البلد , ونثمن الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار", داعيا الى "استغلال فرصة هذا التقدم الايجابي لتحقيق حوار سوري-سوري للتوصل الى حل سياسي توافقي يضمن وحدة سوريا و شعبها و سلامة ترابها". من جهة أخرى, أكد على "ضرورة استئناف العملية السياسية في اليمن , بما يضمن وحدته و سيادته و أمنه", مرحبا بالمبعوث الجديد للامم المتحدة مارتن غريفيث , متمنيا له التوفيق في أداء مهامه. ودعا الى العمل على ضمان إيصال المساعدات الانسانية و الطبية للشعب اليمني. و فيما يخص الانتصارات التي تم تحقيقها على الجماعات الارهابية في المنطقة, قال عيادي انه "لا يجب ان تنسينا ضرورة مواجهة التحديات الحالية المرتبطة بعودة المقاتلين الاجانب , او انتقال الجماعات الارهابية الى مناطق اخرى , وبالتالي يتوجب علينا تنسيق جهودنا المشتركة مع المجتمع الدولي لمكافحة هذه الافة و كل سبل تمويلها في إطار قواعد الشرعية الدولية". وذّكرعيادي بان "استمرار الازمات في منطقتنا العربية يفرض عليها التأكيد على ضرورة الاسراع في إتمام عملية اصلاح منظومتنا العربية و تطوير الياتها بما يتواكب و التغيرات التي تشهدها المنطقة, و مواجهة التحديات الجديدة الماثلة, وتتمكن من تجاوز العقبات التي لا زالت تعترض طريق النمو و التكامل في وطننا العربي" معربا عن أمله في ان تفضي أشغال الاجتماع الى نتائج إيجابية "بما يخدم مصالح دولنا و شعوبنا".