شكل منتدى الأعمال الجزائري-الاسباني المنعقد يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة على هامش الاجتماع السابع الجزائري الاسباني رفيع المستوى، فرصة للجزائر و إسبانيا لتعزيز تعاونهما الاقتصادي ورسم آفاقه. وأعرب الطرفان اللذان تربطهما علاقات سياسية مثمرة من خلال مسؤوليهم السامين عن إرادتهما المشتركة في إعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية. وأكد الوزير الأول، أحمد أويحيى، لدى افتتاح الاجتماع السابع الجزائري-الاسباني رفيع المستوى "إن علاقاتنا الاقتصادية تثير اهتمامنا المشترك بشكل كبير. و لهذا السبب، علاوة على مبادلاتنا الحكومية حول هذا الملف، قمنا بتنظيم سويا اليوم بالجزائر العاصمة منتدى الأعمال الذي جمع العديد من متعاملي بلدينا". وأضاف أن الدولتين قامتا تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و ملك إسبانيا بتقنين الطابع المميز لعلاقاتهما من خلال معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون الموقعة في أكتوبر 2002. واعتبر أن الحكومتين تعملان سويا من أجل وضع "الإطار المناسب" لهذه العلاقات "المثالية" التي يتطلعان إلى بنائها. وأضاف في هذا السياق "لقد سمحت لنا لقاءاتنا الرفيعة المستوى المتتالية و مختلف اللجان القطاعية التي نتقاسمها بإبرام أكثر من 50 اتفاقا ثنائيا في جميع القطاعات". وأبرز الوزير الأول التقدم المحقق في المجال التجاري مشيرا إلى أن الأمر ليس كذلك فيما يخص الاستثمارات. وقال أن "العلاقات السياسية والتعاون والمبادلات التجارية بين الجزائر واسبانيا تمنحنا مصادر كبيرة للارتياح"، مضيفا أن الأمر وللأسف لا ينطبق فيما يتعلق بالاستثمارات". وأوضح في هذا الصدد أنه خارج قطاع المحروقات يبقى الحضور الاقتصادي الاسباني في الجزائر "متواضعا" ب47 شراكة فقط أبرمت في 15 سنة بمبلغ يقل عن ملياري أورو. وتابع أنه من المؤكد تم تسجيل مجيئ أكثر من 500 مؤسسة اسبانية منذ سنة 2000 إلا أنها "جاءت من اجل عقود إنجاز وغادرت بعد إتمام ورشاتها"". من جهته دعا رئيس الحكومة الاسبانية السيد ماريانو راخوي براي مؤسسات بلده إلى الاستثمار في الجزائر مؤكدا أن الجزائر شريك "استراتيجي" لإسبانيا. واستغل وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي هذه المناسبة ليعرب عن التزام الجزائر بمرافقة المؤسسات الاسبانية في مشاريع الشراكة الخاصة بهم. من جانبها، أكدت امينة الدولة للتجارة بالحكومة الاسبانية السيدة ماريا لويزا بونسيلا على ضرورة تعزيز الشراكة بين البلدين. وتجدر الإشارة إلى أنه في نهاية الاجتماع السابع الثنائي الجزائري -الاسباني تم التوقيع على 8 مذكرات تفاهم بين الجزائر واسبانيا وقعت منها 5 بالجزائر في حين تم التوقيع بالأحرف الاولى على ال3 المتبقية عن بعد. وجرت مراسيم التوقيع بحضور الوزير الأول أحمد اويحيى و رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي براي الى جانب وزراء من البلدين. ويتعلق الأمر في 5 مذكرات تفاهم بمجالات التأمينات الفلاحية و الصناعة و المناجم و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي و كذا البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية و الرقمي بالإضافة الى الحماية المدنية. وبخصوص الاتفاقات المتبقية الموقعة عن بعد، يتعلق الأمر بمجالات الصناعة و الاتصال والبريد.