اختتمت أشغال القمة ال31 لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي مساء الاثنين بنواكشوط بالمصادقة على تقارير و لوائح قدمتها مختلف المفوضيات، لاسيما حول الصحراء الغربية و محاربة الإرهاب و التطرف العنيف و الفساد و كذا الإصلاحات المؤسساتية للمنظمة و انضمام بلدان القارة الأخرى لمنطقة التبادل الحر القاري. و صادقت قمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي التي حضرها الوزير الأول أحمد أويحيى بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على وضع آلية إفريقية من شانها أن تسمح للاتحاد الإفريقي بتقديم "دعم فعال" للمسار الذي تقوده منظمة الأممالمتحدة القائم على لوائح ذات الصلة بمجلس الأمن لغرض التوصل إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية. وفي مداخلته حول الموضوع، عرض السيد أويحيى جهود الجزائر في مجال مكافحة الفساد، موضحا أن الجزائر قد أعربت تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عن "عزمها على مكافحة آفة الفساد". و أكد أن عزيمة الجزائر تجلت أولا في المصادقة على الاتفاقيات الأممية و الإفريقية لمحاربة الفساد و الوقاية منه، و التي أدرجت أحكامها بشكل كبير في التشريع الوطني في هذا المجال. و ذكر الوزير الأول بتعزيز الجزائر بجهاز دستوري لمكافحة الفساد و الوقاية منه و الذي يتكفل بهذا الملف. تمويل الاتحاد الإفريقي و تجميد أموال البرلمان الإفريقي يمثل تمويل الاتحاد الإفريقي مشكلا يؤرق المنظمة الإفريقية، حيث دار حوله نقاش "حاد" خلال الجلسة التي خصصت لهذا الشق في القمة. أما فيما يتعلق بنسبة تحصيل اشتراكات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي فلم تتعدى 30 % بينما تطمح هذه المنظمة الإفريقية إلى ضمان استقلاليته المالية في أفق 2020. و يخصص الاتحاد الإفريقي 75% من ميزانيته للتسيير في حين توجه ال25% المتبقية لعمليات السلم و الأمن في القارة، بينما يبقى عدد الدول المساهمة في الميزانية "جد محدود" اذ يتم تغطية هذا العجز من طرف الواهبين و المساهمين، لا سيما البنك الدولي و الصين و تركيا و الاتحاد الأوروبي. أمن وسلم: تسوية العديد من الأزمات والنزاعات من جهة أخرى، تأسف رؤساء الدول والحكومات أن تكون الصورة التي تعكسها أفريقيا هي تلك القارة التي أنهكتها الحروب والأزمات و الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة في حين تواصل مؤشرات التنمية التطور بشكل ثابت. وفي هذا الصدد، أشاد مفوض السلم و الأمن بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي بتسوية العديد من الأزمات والنزاعات، مستشهدا بالمصالحة في كينيا والاتفاق الموقع بين أثيوبيا وأريتيريا وكذا الاتفاق المبرم بين رئيس جنوب السودان سالفا كير ومنافسه رياك مشار بالخرطوم، بالإضافة إلى الهدوء المسجل في بوروندي بعد تراجع رئيس جمهورية هذا البلد عن الترشح لعهدة جديدة. وفي نفس السياق، لا يزال تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الوطنية في مالي متواصلا بشكل عادي في حين أشاد الاتحاد الأفريقي بكل الجهود الرامية إلى حفظ السلام في منطقة الساحل خاصة بالجزائر. من جهتها جددت الجزائر جاهزيتها لمواصلة جهودها في هذا المجال داعية إلى تغليب الحلول السياسية والسلمية خاصة في ليبيا.