انطلقت مساء يوم السبت بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة فعاليات الطبعة الثالثة من الصالون الوطني للزي التقليدي والذي تميز في يومه الأول بإبداعات تراثية جادت بها أنامل جزائرية، حسب ما لوحظ. واستنادا لمدير الثقافة زيتوني عريبي فإن هذه الطبعة الجديدة من هذا الصالون الذي دأبت مدينة الصخر العتيق على احتضانه تهدف بالأساس إلى "تثمين دور الحرفيين في الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري غير المادي" و "تسليط الضوء على مدى ثراء وتنوع التراث المادي الجزائري" و "المساهمة في الحفاظ على الثقافة المحلية من الاندثار" في ظل العصرنة التي باتت تزحف على كل ما هو تقليدي حسب تعبيره. ويشهد هذا الصالون المنظم بالتنسيق مع جمعية "البهاء" المحلية للفنون و الثقافات الشعبية و الذي سيستمر إلى غاية الخامس ديسمبر المقبل مشاركة 28 حرفيا من ولايات تيزي وزو وبجاية و خنشلة وباتنة و المسيلة و الجزائر العاصمة و تلمسان و وهران و ورقلة علاوة على قسنطينة. ويضم هذا الصالون عديد الأجنحة التي تشمل على وجه الخصوص الأزياء التقليدية النسائية والرجالية التي تميز كل منطقة على غرار الجبة القسنطينية والكاراكو العاصمي و الشدة التلمسانية و اللباس التقليدي القبائلي و الملحفة الصحراوية و البلوزة الوهرانية مع الحلي التقليدية المرافقة لها. وقد شكلت الأزياء التقليدية المعروضة و المستوحاة من عمق التراث الجزائري الأصيل محل اهتمام عدد كبير من زوار الصالون و الذين أقبلوا خصيصا للتعرف والاستمتاع بمشاهدة كل ما جادت به أنامل الحرفيين العارضين. كما تميز حفل الافتتاح بتقديم عرض للأزياء التقليدية الجزائرية مع تكريم بعض الحرفيين تشجيعا على جهودهم في الحفاظ على الزي التقليدي الجزائري ليختتم بتقديم وصلات موسيقية أداها الفنان فوفي القسنطيني لاقت استحسان الجمهور الحاضر.