أحيت ولاية تيسمسيلت يوم الثلاثاء الذكرى الثامنة والخمسين لاستشهاد البطل الرائد الجيلالي بودرنان أحد مسؤولي الناحية الرابعة بالمنطقة الثالثة التابعة للولاية الرابعة التاريخية. وتميزت مراسم إحياء هذه الذكرى التي أقيمت بمدينة ثنية الحد مسقط رأس الشهيد بحضور السلطات المحلية ونائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية المجاهد بوقادوم بغانم وجمع من المجاهدين والمواطنين بقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الزكية ووضع إكليل من الزهور بالمعلم التاريخي للشهيد. وتم بالمناسبة أيضا زيارة متحف المجاهد لبلدية ثنية الحد الذي يضم صورا فوتوغرافية لشهداء المنطقة وكذا أسلحة ووثائق خاصة بمجاهدي الناحية الرابعة بالمنطقة الثالثة التابعة للولاية الرابعة التاريخية إضافة إلى توزيع مطويات للإطلاع تلاميذ المؤسسات التربوية بالمسيرة النضالية للشهيد الجيلالي بودرنان. وعرفت هذه المراسم تقديم أنشودة وطنية تغنت ببسالة هذا الشهيد من أداء جمعية نشاطات الشباب لبلدية ثنية الحد و تقديم محاضرة حول دور منطقة ثنية الحد خلال المقاومة الشعبية والثورة التحريرية المجيدة من طرف الأستاذ بجامعة خميس مليانة (عين الدفلى) تونسي عبد الرحمان إلى جانب تكريم المشاركين في هذه المناسبة التاريخية. ومن جهته أبرز نائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية المجاهد بوقادوم بغانم خلال كلمة له بأن " الشهيد الجيلالي بودرنان يعد رمزا من رموز الكفاح والنضال بمنطقة الونشريس" مضيفا بأن "إحياء هذه الذكرى هي مواصلة لمسيرة شهداء ثورة نوفمبر المظفرة". كما أشار رفيق الشهيد المجاهد أحمد سبع الى أن "المسيرة النضالية الحافلة للشهيد قد تميزت بتنظيم محكم للعمليات العسكرية ضد الجيش الاستعماري وانضباط كبير في قيادة الكتيبة العسكرية التي كان يشرف عليها بالمنطقة الثالثة التابعة للولاية الرابعة التاريخية". للتذكير فان الشهيد الجيلالي بودرنان الذي ولد سنة 1934 بقرية أولاد يحيى (بلدية ثنية الحد) قد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957 وتقلد عدة مسؤوليات بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية كما قاد عدة معارك على غرار معركة "واد بوناح" بجبل عمرونة بثنية الحد في مايو 1958 وأسفرت عن إسقاط طائرة استكشافية ومقتل 50 عسكريا فرنسيا منهم ضابط برتبة نقيب في حين استشهد في المعركة تسعة مجاهدون. وقد ألقي القبض على الجيلالي بودرنان من طرف القوات الاستعمارية الفرنسية بمنطقة "زدين" (عين الدفلى) ليستشهد يوم 30 أبريل 1961 بعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب.