دعا ممثل المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب التابع للإتحاد الإفريقي، السيد عامر دحماني، يوم الخميس، إلى إدراج توصيات الورشة العاشرة لرابطة أئمة و علماء و دعاة دول الساحل المنعقدة بنواكشوط (موريتانيا)، ضمن استراتيجيات وطنية للوقاية من التطرف العنيف. وقال السيد دحماني في تدخله أمام المشاركين في ثاني يوم من أشغال الورشة العاشرة لرابطة أئمة و علماء و دعاة الساحل، بنواكشوط ، أنه من الضروري إدراج توصيات أشغال اللقاء الرامي إلى التحرير النهائي ل"دليل الممارسات السليمة للتربية الدينية لمواجهة التطرف والغلو" ضمن استراتيجيات وطنية لوقاية الشباب من التطرف العنيف بصفة عامة و المتمدرسين منهم و الذين يزاولون دراسات في المؤسسات التربوية بصفة خاصة. وأضاف أن مشاركة المركز الإفريقي في أشغال الورشة العاشرة تهدف، على وجه الخصوص، ل"تقديم الدعم الأساسي لرابطة أئمة و علماء و دعاة دول الساحل و تقوية قدراتها", موضحا في هذا السياق أن الإشكالية المطروحة التي ينبغي على جميع المتدخلين و المعنيين بموضوع التصدي للتطرف العنيف، تكمن في البحث عن سبل ناجعة للتصدي لإنتشار المنشورات الراديكالية عبر شبكة الأنترنات وحذف المحتويات الإرهابية وهذا دون المساس بحرية الأنترنات و جوهرها كوسيلة رائعة للتواصل و الإبداع و التفاعل. كما ينبغي على جميع المعنيين --يتابع السيد دحماني في طرحه للإشكالية-- التفكير بشكل خاص في كيفية حماية الشباب و تحصينه من محتويات و مضامين الآلة الدعائية للمنظمات الإرهابية من خلال إدراج مثل هكذا مشاريع تنجزها الرابطة (دليل الممارسات السليمة للتربية الدينية لمواجهة التطرف العنيف و الغلو) في البرامج التربوية النظامية. و لهذا الغرض، يتوجب على أئمة و دعاة و علماء دول الساحل اكتساح العالم الإفتراضي بقوة و الترويج للأفكار السليمة و الصحيحة للدين عبر شبكات التواصل الإجتماعي و المواقع الإلكترونية و من ثمة استقطاب الشباب خاصة الفئات الضعيفة فكريا منهم و عدم ترك المجال فارغا أمام المنظمات الإرهابية. وشدد السيد دحماني على أنه من الضروري على أئمة دول الساحل أن تعمل على "إستعمال نفس الأساليب الدعائية التي تستعملها المنظمات الإرهابية على غرار شبكات التواصل الإجتماعي" و إنتهاج "أسلوب الخطابات المضادة للأفكار الراديكالية". للإشارة، تعقد الورشة العاشرة للرابطة التي إنطلقت فعالياتها يوم أمس الأربعاء بنواكشوط على أن تختتم مساء اليوم و تكلل بالتحرير النهائي و الرسمي لمشروع أول "دليل للممارسات السليمة للتربية الدينية لمواجهة التطرف العنيف و اللغو" كثمرة مجهودات و لقاءات دامت سنتين تجسيدا للإتفاق المنبثق عن أشغال الورشة ال6 المنعقدة يومي 6 و 7 يوليو 2017 بالعاصمة نواكشوط. وإلى جانب المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب، تشارك في هذه الورشة التي تنظمها الرابطة بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، "بعثة الاتحاد الافريقي إلى مالي و الساحل". وتعد وحدة التنسيق والإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب و التطرف العنيف، أنشأت سنة 2010، يتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة و تفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد و التطرف. ويشارك في هذه الورشة ثلة من كبار الأئمة و الدعاة و علماء الدين و كبار المرشدين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر و موريتانيا و ليبيا و مالي و نيجيريا و النيجر و بوركينا فاسو و تشاد ، بالإضافة إلى دولتين بصفة ملاحظ في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار و جمهورية غينيا، فضلا عن ممثلين لمنظمات أقليمية و قارية و كذا جامعيين و فاعلين في الحقل الثقافي المحلي.