تتواصل ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم التركي العسكري شمال-شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردي السوري تحت مسمى عملية "نبع السلام"، وهو ما تسبب في نزوح آلاف المدنيين العزل هربا من القصف المدفعي الذي طال عدة مدن وقرى على طول الشريط الحدودي. وقد أعلنت الأممالمتحدة اليوم الأحد أن أكثر من 130 ألف شخص فروا من "تل أبيض" و"رأس العين"،هربا من القصف المدفعي،ناهيك عن نزوح 100 الف شخص امس. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك "العملية التركية يجب أن تتقيد بالقانون الدولي"، مؤكدا أنه يجب حماية المدنيين من هذه العملية. وكان قد أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي عن بدء معركة "نبع السلام" التركية شرق الفرات شمال سوريا ضد، كما قال، تنظيمي حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا و"داعش" الإرهابي في شمال سوريا"، مؤكدا أن هدف هذه العملية يتمثل في "القضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق" على حد قوله. == الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن يطالبون بوقف الهجوم التركي == وامام هذا التطور المفاجئ للاحداث، طالب الأعضاء الخمسة الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي تركيا ب"وقف عملها العسكري الأحادي الجانب" في سوريا، وذلك إثر اجتماع طارىء ومغلق، حيث قال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية الخمس، فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولندا، لم تنجح حتى الآن في دفع جميع أعضاء المجلس للانضمام الى بيانها الذي يؤكد "القلق البالغ" لدى الأوروبيين حيال الهجوم التركي، ولكن من دون التنديد به. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان-إيف لو دريان إن باريس طلبت اجتماعاً طارئاً للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسبانية، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس). في ذات السياق دعا الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الخميس، الدول الأعضاء في الحلف، وبينها تركيا، الى "رص الصفوف ضد عدونا المشترك"، تنظيم الدولة الإسلامية. وبدوره، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "قلقه البالغ" مع استمرار الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، قائلا: "أعبر عن قلقي البالغ حيال ما نشهده من تصاعد للنزاعات و أن أيّ حل في سوريا يكون باحترام سيادة (البلد) ووحدته". و ردا على الانتقادات الأوروبية للهجوم التركي الجاري حاليا في شمال شرق سوريا،هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين وقال إردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على انها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3،6 مليون مهاجر".