النعامة تكثف مديرية المجاهدين لولاية النعامة عشية الذكرى ال65 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة من خرجاتها الميدانية لجمع الشهادات الحية لمجاهدي المنطقة, حسبما أكده المدير الولائي للمجاهدين, خليفي بهلولي. وشملت العملية اليوم الأربعاء توثيق شهادات لعينة ممن عايشوا بشاعة أنواع التعذيب الذي مارسه المستعمر الفرنسي بمعتقل "الدزيرة " بعين الصفراء. وأوضح ذات المصدر أن هدف هذه الخرجات هو جمع كل ما له علاقة بمآثر المقاومة والثورة التحريرية واستهدفت اليوم تسجيل شهادات حية على مستوى مركز الراحة والاستجمام للمجاهدين بقرية عين ورقة (بلدية عسلة ) بحضور عدد من المجاهدين الذين اعتقلوا وعانو من ويلات التعذيب والاستبداد بمعتقل "الدزيرة " الواقع بضواحي عين الصفراء. ومن المجاهدين الذين حضروا اللقاء المنظم من طرف مديرية المجاهدين بالولاية بالتنسيق مع الجمعية الولائية "إمزي" لكتابة التاريخ ومراسلين إعلاميين محليين للإدلاء بشهاداتهم كل من بوسحابة الحاج براهيم و حيثالة الطيب و مولاي محمد ومراسلي عبد القادر. وتمت عملية جمع وتسجيل هذه الشهادات داخل استديو مجهز بمختلف الوسائل العصرية و سيتم أيضا أرشفتها و تبويبها لتعرض بعد ذلك على أساتذة مختصين في التاريخ من أجل تمحيصها والتدقيق فيها وتوظيفها وفقا للمنهج العلمي لكتابة التاريخ قبل أن تتم عملية توزيعها على مستوى المعاهد والكليات بمختلف الجامعات كمادة بحث تاريخي ولكي تصبح مراجع أساسية في كتابة التاريخ, كما أضاف نفس المسؤول. وتعمل ذات المديرية إلى جانب المتحف الولائي للمجاهد و مركز الراحة و الاستجمام للمجاهدين على جمع أكبر عدد من الشهادات الحية من المجاهدين و المجاهدات, وفق ما أبرز ذات المتحدث. واعتبر كل من الأستاذين المتخصصين في التاريخ المعاصر بالمركز الجامعي للنعامة, رميثة عبد الغني و لسهل عبد الناصر, أن جمع و عرض الوثائق المكتوبة والأشرطة والشهادات الحية والأشياء والمقتنيات المتحفية وتسليط الضوء حول أدوار المعتقلات والسجون والمحتشدات التي اتخذ منها المستعمر الفرنسي مواقعا لممارسات القمع و الإستبداد تمثل "رصيدا تاريخيا وعلميا ثمينا وشاهدا على مسيرة سنوات كفاح الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية المجيدة كما أنها تبقى المرجع الذي يستند عليه المختصون في البحوث الأكاديمية و التاريخية ومرجعا كذلك للحفاظ على ذاكرة الأمة و تبليغها إلى الأجيال الصاعدة". يذكر أن أكثر من ستة ساعات من التسجيلات جمعت خلال الأشهر الماضية لشهادات حية لمجاهدين ومسبلين وكذا شهادات من أرامل شهداء وشهود عيان تتضمن الآثار الجسدية و النفسية التي ترتبت عن الممارسات القمعية داخل السجون الإستعمارية المشيدة بمنطقة الجنوب الغربي ومنها معتقلي "دزيرة " و "جنين بورزق " جنوب النعامة, كما أشارت المديرية ذاتها.