أصدرت الفيديرالية الجزائرية للمستهلكين، يوم الخميس، مجموعة من التوصيات الى السلطات العمومية و التجار و المستهلكين و كذا وسائل الإعلام من أجل مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا و الخروج سريعا من هذه الضائقة. و تعد هذه الاوضاع الحرجة أمرا "اكبر من ان تتحمله الدولة لوحدها"، حسب الفدرالية التي دعت الجميع للمساهمة في تخفيف اعباء و ضغوط هذا الوضع المستجد و هذا بمزيد من الصبر و التلاحم و التعاضد و تعزيز اواصر التضامن و التكافل، خصوصا بحلول شهر رمضان. و من التوصيات التي وجهتها الفيديرالية الى السلطات العمومية، دعت الى استثمار الهبة الشعبية و حالة التعبئة المجتمعية للمبادرة بإطلاق حملة جمع تبرعات "تيليطون" وطنية عبر كافة وسائل الإعلام المرئية و المسموعة، العمومية و الخاصة، للتضامن مع العمال الذين فقدوا مصادر دخلهم. كما دعت فيديرالية المستهلكين السلطات العمومية الى اغتنام فرصة هذه الازمة الصحية التي ادت الى انهيار اسعار النفط و تراجع عائدات الجزائر ل"بناء اقتصاد وطني متنوع و متحرر من التبعية للمحروقات و كذا المبادرة بإصدار سندات خزينة و دعوة المواطنين الى الاكتتاب فيها و شرائها حصوصا في هذه الظروف الطارئة مع تنظيم نقاشات عبر وسائل الإعلام لإبراز أبعادها الاجتماعية و الاقتصادية". و اقترحت كذلك إعداد مخطط وطني للطوارئ مبني على فرضيات استمرار تداعيات الجائحة على المدى القصير و المتوسط و البعيد و انشاء خلايا للتفكير و التدبير على مستوى كل وزارة تعكف على اقتراح حلول للحاجيات المختلفة للسكان خصوص الطبقات الاولى بالرعاية (من فقدوا مصادر دخلهم، الاطفال، النساء، المسنين و ذوي الامراض المزمنة... الخ). كما نوهت بضرورة اعتماد استراتيجية إعلامية تقوم على تقديم برامج تلفزيونية و إذاعية متنوعة و عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينشطها اطباء و خبراء في الاقتصاد و مختصين في علوم الاجتماع و النفس و التربية و الفقه لنشر الوعي الصحي و التدريب على التعلم عن بعد و إدارة الوقت و تجاوز الاثار النفسية و الاقتصادية لطول فترة الحجر الصحي المنزلي و استمرار التباعد الاجتماعي. الابتعاد عن ممارسات التخزين الاحتكاري و اللجوء الى البيع الترويجي للسلع من جهة اخرى، و في توصياتها الى المجتمع التجاري، من منتجين و تجار، دعت الفيديرالية الجزائرية للمستهلكين الى الالتزام باحترام القوانين المتعلقة بشروط ممارسة الانشطة التجارية و القواعد المتعلقة بحماية صحة و سلامة المستهلكين و الابتعاد عن ممارسات التخزين الاحتكاري للسلع و المضاربة في اسعارها و احترام الشروط الصحية عند عرض الاغذية للاستهلاك. كما دعت الفيديرالية الى المبادرة بتخفيض هوامش الربح لاسيما بمناسبة شهر رمضان كشكل من اشكال التضامن الوطني و للتخفيف من الأثار الاقتصادية على الأسر و كذا اللجوء الى البيع الترويجي للسلع خلال شهر رمضان لدعم القدرة الشرائية للمستهلك و توسيع قنوات التوزيع و فضاءات البيع. كما الحت الفيديرالية على المنتجين و التجار للمساهمة في الهبة التضامنية لصالح المعوزين و الفئات المجتمعية التي فقدت مصادر دخلها بسبب الجائحة، لاسيما خلال شهر رمضان و كذا اتخاذ تدابير الوقاية داخل المحلات التجارية منها التباعد الجسدي بين المستهلكين لاسيما في المدن ذات الكثافة السكانية العالية و منع الطوابير امام المخازن و المخابز. ضبط السلوك الاستهلاكي وعدم التهافت على الشراء و في توصياتها الى المجتمع الاستهلاكي، دعت الفيديرالية الجزائرية للمستهلكين الى اغتنام فرصة الجائحة و ما خلفته من تداعيات للتحول من النمط الاستهلاكي التقليدي الذي يقوم على الاستهلاك العشوائي، المستنزف للموارد و المداخيل، الى الاستهلاك الذكي و المسؤول الذي يقوم على ترشيد الإنفاق الاسري و الادخار و التخفيض الإرادي للاستهلاك للمساهمة في استدامة الموارد. كما دعت المستهلكين الى تجنب الاصطفاف في طوابير طويلة و عشوائية لا يتم الالتزام فيها بمسافة التباعد الجسدي (1 متر على الاقل) و كذا ضبط السلوك الاستهلاكي و عدم التهافت على الشراء خلال شهر رمضان الفضيل و الوثوق بقدرة السوق على تلبية مختلف الحاجيات الغذائية. و بخصوص عملية التسوق خلال شهر رمضان الذي يحل هذه السنة في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا، دعت الفيديرالية الى اتخاذ قرار الشراء في البيت و الضبط المسبق لقائمة المشتريات و تكلفتها المالية قبل الخروج لاقتنائها و تفادي التسوق في اوقات الذروة و تجنب اقتناء المواد غير الضرورية و تولى فرد واحد من الاسرة الخروج لشراء الحاجيات و تجنب التجول في الفضاءات التجارية و العودة سريعا للبيت و كذا التخلي عن العادات الشرائية الغير مفيدة كاقتناء الاواني المنزلية و الحلويات و غيرها من المواد الغير الضرورية. و في توصياتها الى المجتمع الإعلامي، دعت الفيديرالية الجزائرية للمستهلكين وسائل الإعلام الى تكييف شبكتها البرامجية خلال فترة الحجر المنزلي بباقات متنوعة و اكثر جاذبية تتيح للأسرة و لاسيما الاطفال التخلص من الملل و قلة الحركة، كالمسابقات الدينية و الثقافية و الرياضية و الالعاب الهادفة مع التحفيز بتقديم جوائز. كما طلبت الفيديرالية من وسائل الإعلام تكثيف التوعية الصحية و الدينية و التثقيف الاسري و الترويج لأعمال التضامن بين المواطنين و كذا استضافة خبراء لتحليل الاثار الاقتصادية لهذا الوباء و انهيار اسعار النفط و تداعياتها على الدول ذات الاقتصاد الريعي و سبل تنويع الاقتصاد و التحرر من التبعية للمحروقات. كما دعتهم كذلك، بغرض "صناعة رأي عام استهلاكي وطني، ذكي و مسؤول"، الى التعاون مع الخبراء و المختصين في مختلف المجالات الاستهلاكية و كذا جمعيات حماية المستهلك لإنتاج إعلام استهلاكي رياضي و ثقافي و فني.