ذكر الرئيس الصحراوي, الأمين العام لجبهة البوليساريو, إبراهيم غالي, بالمسؤولية التاريخية, السياسية, القانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بما يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال, مدينا مواقف أطراف أوروبية متواطئة مع المغرب في تمرير اتفاقيات تشمل الأجزاء المحتلة من الأراضي الصحراوية في انتهاك للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الأوروبية. وفي بيان أصدر في ختام اجتماع للمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, برئاسة الرئيس ابراهيم غالي, خصص لدراسة جملة من القضايا ذات العلاقة بالشأن الوطني وتطورات القضية إقليميا ودوليا,- أدان المكتب الدائم للأمانة الوطنية للبوليساريو "التناقض الصارخ في مسعى أطراف أوروبية , وخاصة فرنسا وإسبانيا, لتمرير اتفاقيات مع المغرب تشمل الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية, في انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات محكمة العدل الأوروبية", حسبما نقلته وكالة الانباء الصحراوية (واص) يوم الاثنين. و جاء في البيان انه "لدى تطرقه لتصريح المكلف بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي, والداعم لجهود الأممالمتحدة , ذكر المكتب الدائم بالمسؤولية التاريخية , السياسية, القانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية , وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وحيا المكتب بالمناسبة نضالات وصمود الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب, والتي "تقاوم بعزيمة وإصرار في ظل الحصار والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربي, على غرار التضييق الخانق الذي تتعرض له الأسيرة المدنية محفوظة لفقير وعائلتها ومنزلها". وركز جدول أعمال الاجتماع , حسب البيان, على مراجعة بعض النقاط الأساسية الواردة في الاجتماع السابق, وتم تقديم عرض حول الوضعية العامة قدمه الوزير الأول, إلى جانب عروض تكميلية لعدد من أعضاء المكتب, مسجلا بارتياح استقرار الحالة الصحية عامة , وعدم تسجيل أمراض خطيرة, مع انتظام الخدمات الصحية والإجراءات المقررة من طرف اللجنة الوطنية للوقاية من وباء كورونا, خاصة فيما يتعلق بمعاينة الوافدين وتنظيم مراكز الحجر الصحي. ونوه البيان ب"الدور المتنامي الذي يلعبه في هذا السياق المستشفى العسكري الميداني الجزائري". وتوقف عند انتظام البرامج والخدمات الأساسية, مسجلاً وصول دفعات الطلبة والتلاميذ الدارسين بالجزائر الشقيقة, في ظروف النظام والسلاسة وتوافر شروط الوقاية, والتعقيم والحجر الصحي, مع عدم تسجيل أية إصابة في صفوفهم. و بالمناسبة , عبر المكتب مرة أخرى عن "عميق الشكر والتقدير باسم الشعب الصحراوي للجزائر قاطبة , بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون , و بشعبها وجيشها الوطني الشعبي, على مواقف الدعم والمساندة المبدئية الراسخة إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي" , يضيف البيان. وذكر البيان أن المكتب توقف عند الاجتماعات المنتظمة للآلية الوطنية للوقاية من وباء كورونا , ومتابعتها لمختلف جوانب الفعل الوطني , خلال الفترة الاستثنائية الحالية. و تطرق الاجتماع كذلك إلى سبل تخليد المناسبات الوطنية الصحراوية بما يراعي الظروف الراهنة, مثل ذكرى 9 يونيو , حيث سيتم التركيز على أنشطة من قبيل الزيارات إلى عائلات الشهداء وضحايا الحرب , إضافة إلى فعاليات متفرقة لتخليد الذكرى الخمسين لانتفاضة "الزملة", مع إيجاد الصيغ الملائمة للشروع في البرنامج الصيفي للشباب والطلبة, مشيدا بمبادرات الجالية الصحراوية عامة وخاصة في أوروبا, والتي طبعتها روح التضامن والتكافل والتواصل. من جهة أخرى, سجل المكتب انتظام مشاركة الجمهورية الصحراوية في مختلف الاستحقاقات المقررة على مستوى الاتحاد الإفريقي. وفي مداخلته, توقف الرئيس إبراهيم غالي عند تزامن الاجتماع مع الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الصحراوي السابق الشهيد محمد عبد العزيز , مترحما على روح الرجل الذي أفنى حياته بإخلاص وتفانٍ , وتضحية والتزام من أجل القضية الوطنية. و تطرق الرئيس غالي, القائد الأعلى للقوات المسلحة, أيضا إلى الاجتماع الأخير لهيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي, والذي خصص لتقييم السداسي الأول من المرحلة في ميدان الدفاع والأمن, هذا بالإضافة إلى مراجعة البرنامج السنوي وتقييم الحالة الصحية والوبائية والإجراءات الإحترازية من وباء كورونا, والتي تقوم بها نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي لحماية المواطنين الصحراويين, مشيرا إلى الظروف التي ينعقد فيها الاجتماع والتي يميزها استمرار انتشار وباء كورونا في العالم. و في هذا الصدد , لفت الرئيس الصحراوي إلى عدم تسجيل أية إصابة في مخيمات "العزة والكرامة والأراضي المحررة", مشدداً على "ضرورة المضي بصرامة في التقيد بالإجراءات الوقائية بصمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية".