أكد اطباء و مختصون في اضطراب التوحد مشاركون في سلسلة الندوات الوطنية التي نظمت عبر تقنية التحاضر عن بعد, على ضرورة استحداث آليات لضمان توفير جلسات تأهيل الاطفال المصابين باضطراب التوحد عن بعد, حسبما جاء يوم السبت في بيان صادر عن جمعية التوحد لولاية البليدة المنظمة لهذه اللقاءات. و يرى المشاركون في سلسلة هذه الندوات الوطنية أن الأطفال المصابين باضطراب التوحد هم من بين الفئات الأكثر تضررا طيلة فترة الحجر الصحي المفروض جراء تفشي فيروس كوفيد-19 و هذا نتيجة انقطاعهم عن جلسات التأهيل التي توفرها جمعيات و مراكز و مدارس متخصصة و ما قابله من انعدام مخطط و وسائل تقنية بديلة لمواصلة عملية التأهيل عن بعد. و بهدف تفادي مثل هذه الوضعية مستقبلا في حالة تسجيل أية أزمات مماثلة ,شدد المختصون على أهمية التفكير في استحداث آليات لضمان توفير جلسات التاهيل عن بعد بنفس الطريقة و الجودة التي توفرها المدارس و المراكز المتخصصة. و وفقا لما جاء في ذات البيان فقد حاولت العديد من الجمعيات طيلة فترة الحجر الصحي متابعة عملية التأهيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الا أن هذه المبادرة لم يكتب لها النجاح بسبب عدم امتلاك جل العائلات للوسائل اللازمة من أجهزة كمبيوتر و كذا الربط بشبكة الأنترنت فضلا عن عدم جاهزية أغلبية المراكز و الجمعيات لمتابعة تأهيل الاطفال عن بعد. اقرأ أيضا: الطفل المتوحد في ظل تدابير الحجر الصحي: إشراكه في الأعمال المنزلية وسيلة "مجدية" و بهدف بحث و مناقشة وضعية هؤلاء الاطفال و كذا ذويهم خلال فترة الحجر الصحي, تم تنظيم سلسلة من الندوات الوطنية عبر سلسلة التحاضر عن بعد تطرقت إلى موضوع انعكاسات الحجر الصحي على الطفل التوحدي و أسرته و التي عرفت مشاركة متدخلين ممثلين لعدة جمعيات ولائية على غرار الشلف و البليدة و سعيدة و تلمسان و المدية و كذا مختصين من خارج الوطن كالسعودية و كندا. و خلصت هذه الندوات إلى جملة من التوصيات التي من شأنها تشكيل خريطة مستقبلية للتكفل الامثل بالاطفال المصابين باضطراب التوحد أبرزها مباشرة اجراءات تأسيس هيئة وطنية للتوحد و كذا التفكير في تكييف عمل الجمعيات و المراكز مع حالات الطوارئ مستقبلا و الاعتماد على التأهيل الافتراضي كحل يعتمد عليه على المدى البعيد و ضمان المرافقة النفسية و الاجتماعية لأوليائهم.