أعلن وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان اليوم الخميس بالجزائر عن حزمة إجراءات لفائدة المؤسسات المتعثرة التابعة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج"، وعلى رأسها منح قروض استغلال وإعادة جدولة الديون البنكية والضريبية ومسح غرامات التأخير. وأوضح السيد بن عبد الرحمان في ندوة صحفية مشتركة مع الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالمؤسسات المصغرة، نسيم ضيافات، انه "بعد جلسات حوار ماراثونية بين كل الاطراف الفاعلين، تم التوصل ليلة أمس على مستوى وزارة المالية إلى مجموعة من الحلول للمشاكل المالية والضريبية والبنكية التي كانت تعيق استمرارية وديمومة المؤسسات المصغرة التابعة لوكالة انساج". فبالنسبة للمؤسسات قيد النشاط التي تجد صعوبة في تسديد الاقساط البنكية، تم الاتفاق على تمويل دورة استغلال المؤسسات المتعسرة المندرجة في إطار هذا النظام، بحيث تتدخل البنوك حسب الحاجة وفقا للمعايير التنظيمية المعمول بها والمنصوص عليها في شروط منح القروض السارية المفعول. كما تم الاتفاق على إعادة جدولة المديونية البنكية عن طريق اجراءات مبسطة مع مسح غرامات التأخير المتعلقة بها وخفض معدلات الفائدة بنسبة 100 بالمائة، حسب الوزير. أما فيما يخص المؤسسات التي تم تعويضها من طرف صندوق الضمان والتي تم حجز عتادها وبيعه من طرف البنوك، فقد تم الاتفاق على أن الحقوق التي تحوزها البنوك على اصحاب المشاريع والمرتبطة بنسبة 30 بالمائة من القرض البنكي غير قابل للتعويض من طرق صندوق الضمان، تحول إلى الصندوق والذي سيقوم بتحديد طريقة معالجة هذه المديونية مع أصحاب المشاريع. وبخصوص المؤسسات غير الموجودة والتي اختفت عن النشاط، فسيتم تعويض البنوك مع تحويل الحقوق المرتبطة بالقروض البنكية المتبقية والمستحقة إلى صندوق الضمان والذي يكلف في الشروع في تحصيل الديون عبر جميع الوسائل التنظيمية، يضيف السيد بن عبد الرحمان الذي اعتبر بان هذه الطريقة هي "الأكثر نجاعة لمساعدة البنوك في استعادة حقوقها". وفيما يتعلق بالشق الجبائي، فقد تم اتخاذ أربعة قرارات رئيسية أولها إمكانية تمديد الجدول الزمني لدفع الديون الجبائية إلى خمسة سنوات بدلا من ثلاثة، وهو القرار الذي سيدرج في قانون المالية لعام 2021. كما سيتم التسريع في وتيرة دراسة ملفات المنازعات الجبائية وتخفيف ضرائب المؤسسات تلقائيا وكذا سحب الشكاوى الجزائية. إقرأ أيضا: عدة تدابير جبائية لدعم المؤسسات المتضررة من الأزمة الصحية ويأتي إقرار هذه الحزمة من الاجراءات "بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية، بالنظر للعراقيل والمشاكل التي تولدت طيلة الفترة الماضية نتيجة للتطبيق غير الناجع للاطار العام المنظم للوكالة، وأخذا بعين الاعتبار للمشاكل المالية والبنكية والضريبية التي اعاقت استمرار العديد من المؤسسات". وستسمح هذه التدابير -حسب الوزير- بإعطاء "دفعة جديدة" لمؤسسات "أنساج" وإعادة تنشيط هذا الجهاز ليكون "أكثر فعالية وأكثر إدماجا في المستقبل". وفي هذا السياق، دعا السيد بن عبد الرحمان كل مؤسسات "أنساج" المتوقفة نتيجة مشاكل ضريبية او بنكية للعودة إلى نشاطها، عن طريق التقرب إلى الوكالات الموجودة على المستوى الوطني والتي سترافقها في حلحلة مشاكلها. -- تعليق المتابعات القضائية إلى غاية نهاية 2021 -- من جهته، اعتبر السيد ضيافات أن هذه حزمة تتضمن اجراءات "جد جريئة" و"غير مسبوقة" تعكس "النية الصادقة" للسلطات العليا تجاه المؤسسات المصغرة والتي توقف الكثير منها في سياق الصعوبات الاقتصادية للبلاد وعدم الاستقرار السياسي الذي ميز عام 2019 ثم جائحة كورونا. ولفت إلى أن تسيير ملف "أنساج" سيتم مقاربة اقتصادية بالدرجة الاولى عكس المقاربة الاجتماعية والسياسية التي كانت تميزه سابقا. وفي هذا السياق، أكد الوزير المنتدب إمكانية إعادة تمويل المؤسسات التي تم حجز عتادها بشرط أن تتوفر على شروط النجاح والالتزام بدفتر شروط. أما بالنسبة للمؤسسات قيد النشاط لكنها تعاني من نقص السيولة، فإنها زيادة على قروض الاستغلال ستستفيد من صفقات عمومية، يضيف السيد ضيافات الذي كشف في هذا الاطار عن التحضير لاتفاقيات مع وزارات الطاقة والبريد والسكن من اجل تمكين مؤسسات "أنساج" من المناولة في مشاريع سونلغاز وسوناطراك ونفطال ووكالة "عدل" التي تحتاج لوحدها قرابة 140 الف مؤسسة مصغرة لانجاز برنامجها السكني. و"سيتم بذل كل الجهود لوضع المؤسسات المتعثرة في السكة ومرافقتهم ميدانيا بطريقة جدية من طرف وكالة أنساج وصندوق الضمان"، حسب تصريحات الوزير. وعليه فإنه سيتم توقيف كل المتابعات القضائية والاجراءات ضد اصحاب المؤسسات المتعثرة إلى غاية 31 ديسمبر 2021 على أن يتم تسوية المشاكل العالقة خلال هذه الفترة، حالة بحالة، وفقا لشروح السيد ضيافات.