عرفت حملة التشجير الوطنية التي انطلقت اليوم السبت عبر مختلف ولايات وسط البلاد هبة شعبية كبرى شارك فيها إلى جانب الهيئات الإدارية مختلف شرائح المجتمع ما مكن من غرس عشرات الألاف من شجيرات من مختلف الأصناف، حسبما لاحظه صحفيو وأج. وسخر لهذه الحملة التشجيرية، التي أعطى إشارة انطلاقها الوزير الأول عبد العزيز جراد من ولاية تيبازة تحت شعار "فلنغرسها"، كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإعادة تشجير المناطق التي مستها الحرائق. وتزامنت هذه العملية التي نظمت بسد بوكردان بسدي اعمر بغرس 3000 شجيرة، مع اليوم العالمي للطفل و شارك فيها تلاميذ الكشافة الإسلامية و أشبال الأمة و كذا مواطنون و فعاليات المجتمع المدني. وبولاية البليدة، أشرف الوالي كمال نويصر على عملية تشجير 15 ألف شجيرة من أصناف الصنوبر و الخروب و الكاليتوس و ذلك من أعالي سيدي سرحان ببلدية بوينان وسط مشاركة واسعة للمجتمع المدني و الجمعيات و أفراد الجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية و محافظة الغابات و مختلف الهيئات العمومية. أما بولاية الجلفة، فقد انطلقت العملية بطريق المجبارة (05 كلم جنوب عاصمة الولاية) حيث تم غراسة 10 آلاف شجيرة من مختلف الأصناف وسط حضور شتى شرائح المجتمع يتقدمهم أفراد الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية والحماية والجمارك الجزائرية و فعاليات المجتمع المدني والحركة الجمعوية وتلامذة المؤسسات التربوية ومن محبي الطبيعة والشغوفين بها. وفي هذا السياق أكد ل/وأج محافظ الغابات بالولاية ،محمد دومي، بأن هذه الحملة أريد بها تعزيز الجانب التطوعي في حماية الثروة الغابية وتوسيع الغراسة لتعويض ما تم إتلافه وما تتعرض له المساحات من قطع وتدهور بيئي. من جهته أشار أحد المشاركين وهو رئيس جمعية " أسد الأطلس للنشاطات الجبلية"، شويحة عبد القادر، أن "هذه الغراسة التي تمت بجهد جماعي ما هي إلا رسالة قوية لأعداء الطبيعة من المجرمين الذين خربوا بالأمس القريب فضاءات طبيعية هي ملك للجميع". وبولاية الشلف انطلقت عملية غرس 5 آلاف شجيرة بغابة "الكفافسة" وسط "مشاركة قوية" لمختلف السلطات وفعاليات المجتمع المدني للمساهمة في تعويض المساحات الغابية المتضررة، حسبما علم من المكلف بالإعلام لدى محافظة الغابات، محمد بوغالية، الذي أضاف أن مصالحه تتابع عن كثب حالة مختلف المساحات الغابية التي تعرضت للحرق، إذ "سيتم التدخل وإعادة تشجير بعض المناطق، فيما ستخضع المساحات الأخرى لما يعرف بعملية التجديد الطبيعي". وصرح والي الشلف، لخضر سداس، أن هذه العملية تأتي "لإعادة بعث الحياة والمساهمة في الحفاظ على البيئة"، مثمنا في ذات الوقت المشاركة القوية لمختلف الهيئات والشركاء. للتذكير، سجل ليلة السادس إلى السابع من الشهر الجاري نشوب عدة حرائق بالشريط الغابي ببلدية واد قوسين (شمال شرق الشلف) ضمن سلسلة الحرائق التي مست عدة ولايات بالوطن، أتت على 310 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والأحراش وتسببت في خسائر معتبرة لزهاء 34 فلاحا بالمنطقة. وبولاية عين الدفلى تم غرس ما مجموعه 4600 شجيرة من البلوط الاخضر و السرو التي تتلاءم و طبيعة المنطقة، حسب ما استفيد من المكلف بالإعلام على مستوى محافظة الغابات المحلية ،عبد الرحمن مراني، الذي أشار الى ان تعليمات تقنية خاصة بعملية التشجير اعطيت للمشاركين في هذه الحملة قصد انجاحها. وكانت قد أعطيت اشارة انطلاق العملية التي شاركت فيها مختلف الهيئات و الكشافة الاسلامية الجزائرية من منطقة تمسكوين التابعة لبلدية الماين 50 كلم جنوب غرب مقر ولاية عين الدفلى. أما بولاية المدية فقد استهدفت العملية التي اعطيت اشارة انطلاقها من غابة "الفرنان" ببلدية البرواقية شرقا لتشمل لاحقا مختلف بلديات الولاية، غرس 15 ألف شجيرة شارك فيها العشرات من المتطوعين من المجتمع المدني حسب ما ذكرته مصالح الولاية التي اشارت الى ان الهدف المسطر هو غرس اكثر من 500 الف شجيرة إلى غاية مارس المقبل. وبولايات تيزي وزو و البويرة و بومرداس تم غرس ما مجموعه 15.000 شجيرة بمعدل 5000 شجيرة بكل ولاية بالمناطق التي مستها الحرائق الصائفة الماضية بهدف إعادة إحيائها. وبولاية البويرة أعطيت إشارة العملية من منطقتي عين الترك و مسدور وسط حضور إلى جانب السلطات المحلية، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمجتمع المدني و الجالية بالخارج ،نزيه برمصان، الذي أكد أن "الشعب الجزائري معروف بثقافة التضامن في مثل هكذا حالات لمواجهة حرائق الغابات" منددا في السياق بالحرائق التي سجلت ببلادنا. وبولاية تيزي وزو اشرف الوالي محمود جامع على عملية غرس 5000 شجيرة بغابة حروزة باعالي مدينة تيزي وزو. أما ببومرداس تهدف محافظة الغابات إلى غرس مساحة لا تقل عن 500 هكتار من الغابات بمختلف أنواع الأشجار لتعويض ما أتلفته الحرائق مؤخرا حسبما أفاد به محافظ الغابات حمادوش حسين في تصريح صحفي على هامش إطلاق هذه الحملة بمنطقة "سيدي حلوا " بأعالي جبال بودواو (غرب). وأوضح بأن عملية التشجير التي ستتواصل إلى غاية 21 مارس من السنة القادمة سيتم من خلالها غرس ، ما لا يقل عن300 ألف شجيرة من مختلف الأصناف بهدف تجديد الغطاء النباتي للغابات و تعويض ما أتلفته الحرائق. من جهته أشار الوالي ،يحي يحياتن، إلى أن هذه العملية التي تمس هذه المنطقة التي تعرضت للحرائق مؤخرا "تعد رمزية لاستمرارية الحياة "و "لإعطاء دفع" لكافة فعاليات المجتمع المدني و للمواطنين من أجل المساهمة في توسيع وتكثيف الغطاء النباتي بالولاية و استخلاف كافة المناطق التي تضررت مؤخرا من الحرائق.