أبرز المشاركون في احتفالية "اليوم الإفريقي لحقوق الانسان"، اليوم الخميس، أن الميثاق الإفريقي لحقوق الانسان والشعوب، يتميز عن غيره من المواثيق الدولية سواء الأمريكية أو الأوروبية التي تهتم بحقوق الإنسان، باهتمامه بحق الشعوب أيضا. وقال رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، السيد بوزيد لزهاري، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين لوضع الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب، الذي نظمته هيئته، إن "الميثاق، نابع من تربة القارة السمراء، وضعته منظمة الوحدة الافريقية في 1981، ودخل حيز التنفيذ في 21 أكتوبر 1986، ويتميز عن غيره من مواثيق حقوق الانسان، في كونه يتحدث عن حق الشعوب وليس الانسان فقط". وذكر السيد لزهاري، أن جزءا كبيرا من تصفية الاستعمار في القارة السمراء قد تحقق، لكن بقت الحلقة الأخيرة وهي الصحراء الغربية، التي بالرغم من كونها عضوا مؤسسا لمنظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) ومصادقا على الميثاق، لم تتذوق الحقوق التي يتكلم عنها هذا الأخير، بسبب احتلالها من قبل المغرب. من جهته، نبه رئيس اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان، السيد أبا الحسن السالك، الرأي العام الدولي، في كلمته، إلى خطورة الوضع الحقوقي والانساني السائد، حاليا، في المناطق المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية، في ظل عدم مصادقة المغرب على الميثاق الإفريقي لحقوق الانسان والشعوب. واشار في هذا الصدد، إلى تصاعد ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، عقب انتهاك الاحتلال المغربي لاتفاق وقف اطلاق النار، بعد عدوان قواته على مدنيين صحراويين عزل في ثغرة الكركرات غير الشرعية. وناشد الضمير الانساني العالمي لحقوق الانسان، والمؤسسات الدولية والاتحاد الافريقي والاتحاد والبرلمان الاوروبيين، وكذا مؤسسات هيئة الاممالمتحدة "الضغط على النظام المغربي لوقف عدوانه على المدنيين الصحراويين والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، وارسال بعثات دولية للتحقيق فيما يجري خلف الستار". وبدوره، توقف مدير الدراسات بالمجلس الوطني الدستوري، السيد خالد حساني، عند تأكيد الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب على الترابط القوي بين الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوق الجماعية، وتم تكريس ذلك، فيما بعدو من خلال اعلان برنامج وعمل فيينا سنة 1993. كما أشار الى اعتراف الميثاق بحقوق التضامن، وهي "سابقة في الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان"، إضافة إلى تأكيده على واجبات الفرد الافريقي تجاه بيئته ومجتمعه، والتلازم بين الحقوق والواجبات. من جانبه، أكد الامين العام لمنظمة الطلاب الدوليين، المالي سيسوكو أمادو، أنه "على من يتحدث عن حقوق الإنسان الإفريقي، عليه أن يتحدث عن احترام وحماية الإنسان من الإنسان"، مضيفا "أن حقوق الإنسان في إفريقيا تعني وجوب احترام كرامته وسلامته". وتأسف سيسوكو أمادو، للحديث عن حقوق الانسان في وقت "تصرخ شعوب القارة الافريقية وتستغيث فلا يكون لصراخها صدى ولا استجابة.. ومالي مثال على ذلك"، مشيرا الى أن دول القارة السمراء تدفع ثمن ما يقوم به الآخرون، في إشارة الى التغير المناخي وتأثيره عليها. واستنكر أمادو الحديث عن حقوق الانسان في إفريقيا "في وقت تستغل النساء الافريقيات أبشع استغلال، في ظل الازمات القائمة في الدول الافريقية، ويعاني الجنود أيما معاناة".