استنكر المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني قرار تنظيم أندية مغربية وإماراتية لمقابلات ودية في كرة القدم مع نظيراتها الإسرائيلية في إطار سياسة التطبيع المشؤوم مع الكيان الصهيوني ويعد إساءة لنضالات الشعب وتضحياته واستخفافا بمشاعر ملايين العرب والمسلمين. وفي بيان له، عبر المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني "عن عميق أسفه واستنكاره لقرار فرق مغربية وإماراتية إقامة مباريات ودية مع فرق إسرائيلية في دولة الاحتلال، واستضافة تلك الفرق على أراضيها. الأمر الذي نرى فيه إساءة لنضالات شعبنا وتضحياته. واستخفافا بمشاعر ملايين العرب والمسلمين والمتعاطفين مع قضية العدالة وحقوق الإنسان في العالم". وأضاف البيان "نذكر إخوتنا الذين اتخذوا هذا القرار الذي يشكل طعنة نجلاء في قلب كل عربي حر، بأنهم بفعلهم هذا إنما يكافئون واحدا من أبشع أنواع الاحتلال على جرائمه بحق شعب أعزل يقف وحيدا في خندق الدفاع عن عروبة مقدساتهم بالنيابة عن جميع العرب"، مناشدا أصاحب القرار" ألا ينزلقوا في فخ احتلال نازي يصافح أيديهم بأيد ملطخة بدماء أطفال فلسطين". وواصل المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في بيانه قائلا: " لقد آثرنا، من منطق احترامنا لخيارات الدول في اختيار علاقاتها، ألا نتحدث عن التقارب بين بعض الأشقاء مع قتلة أطفالنا ومدنسي مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ولكن توقيع اتفاقيات التعاون الرياضي والشبابي، وإقامة لقاءات تحت عنوان -السلام- مع احتلال يقوم بشكل ممنهج باغتيال أية فرصة للسلام، أمر فوق طاقة احتمالنا، ولا يمكننا أن نلتزم الصمت إزاءه، كرمى لأشقاء سيدركون عاجلا أم آجلا خطر الانزلاق في مستنقع التطبيع مع احتلال فاشي عنصري عندما تحاسبهم شعوبهم والتاريخ على هذا الاستهتار". ودعا المجلس القائمين على مثل هذه الاتفاقيات أن " يحترموا قرارات مجلس الشباب والرياضة العرب وقرارات الجامعة العربية إزاء التطبيع الرياضي مع دولة الاحتلال"، مضيفا " وبينما يقدمون مكافأة مجانية لدولة تشكل عنصريتها خرقا صريحا للميثاق الاولمبي، نناشدهم بأن يراجعوا موقفهم ويفكروا بمشاعر ملايين العرب والمسلمين والغيورين على قضايا الحق والعدالة قبل أن يمدوا يد السلام لاحتلال لا يعرف لغة السلام، وليس لديه تجاههم سوى الاستخفاف والتعالي". وختم المجلس بيانه بالتأكيد على العمق العربي الذي لم ولن يفرط فيه الفلسطينيون، قائلا " وإذ نتقدم بهذا النصح لمن لا نزال نعتبرهم أشقاءنا، وعمقنا العربي الذي لم ولن نفرط فيه، فإننا نؤكد على أن أبناء شعبنا سيبقون صامدين في خندق الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، لا يضرهم من عاداهم، ، ولن يفت في عضدهم تهالك البعض تجاه السراب". للإشارة أن وسائل إعلام دولية كانت قد تناقلت عن تقرير لصحيفة صهيونية، كشفت أنباء عن اتفاق تعاون تم توقيعه في سرية تامة بين الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ونظيره المغربي، الأسبوع الماضي وقالت أن " الاتفاقية وقعت في حفل سري أقيم في العاصمة المغربية الرباط وتتضمن انتقالات اللاعبين وتبادل الحكام و إقامة مباريات (ودية)". ووفق نفس التقارير، فإن الاتفاق الرياضي الذي باركه العاهل المغربي محمد السادس جرى في "سرية تامة" بسبب "الحساسية السياسية"، بناء على رغبة الرباط. ووقع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على الاتفاقية مع نظيره الإسرائيلي أورين حسون. وحضر توقيع الاتفاق، الذي وصف ب"التاريخي للبلدين والمهم للغاية"، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ديفيد غوفرين، إضافة إلى شخصيات أخرى من بينها إيلي أوحانا و ألون حزان من أصول مغربية. وحسب نفس المصدر، فإن رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد قام بزيارة سرية إلى المغرب قبل عدة أشهر وذلك للحسم في تفاصيل هذا الاتفاق، مضيفا أن الشخص الذي عمل خلف الكواليس لتأمين الصفقة هو نائب رئيس الاتحاد، آفي ليفي.