اتفقت الحكومة اليمنية, وجماعة انصار الله (الحوثي) اليوم الخميس, على تمديد الهدنة الانسانية والعسكرية في اليمن لمدة شهرين إضافيين, كخطوة هامة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ, في بيان اليوم: "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي لاقتراح الأممالمتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ بانتهاء الهدنة الحالية", أي بنهاية اليوم. وأوضح أنه "جرى تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية والتي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي". وكان مصدر حكومي يمني أكد في وقت سابق اليوم أنه نتيجة للضغوط الدولية والاممية المكثفة, اتفقت الحكومة اليمنية, وجماعة انصار الله (الحوثي) على تمديد الهدنة برعاية أممية , شهرين إضافيين على أن تستمر حتى يوم 2 أغسطس المقبل, مضيفا أن الضغط الدولي والإقليمي كان "كبير بهدف تجديد الهدنة". وأشار ذات المصدر الى أن الأممالمتحدة كانت تسعى إلى تمديدها لمدة ستة أشهر, أي من 2 يونيو الحالي حتى مطلع ديسمبر المقبل, لكن بعد نقاشات عدة, تم الاتفاق على مهلة الشهرين. وذكر مصدر يمني حكومي آخر , أن "مجلس الرئاسة وافق على تمديد الهدنة, وأبلغ الأممالمتحدة بذلك, لكنه اشترط الضغط على الحوثيين لإنهاء الحصار عن مدينة /تعز/, وفتح الطرق والمعابر الرئيسة, وطلب التزاما زمنيا محددا لتنفيذ ذلك". وفي هذا الإطار, أكد المبعوث الأممي في اليمن هانس غروندبرغ, في وقت سابق, "ضرورة إعادة فتح الطرق في تعز ومناطق أخرى من اليمن, وتجديد الهدنة, وأخذ خطوات جدية تجاه إنهاء النزاع بشكل شامل". وكانت وكالات الإغاثة قد حثت الفرقاء, على تمديد الهدنة التي "صمدت إلى حد كبير خلال الفترة الماضية" مؤكدة أنها "جلبت فوائد إنسانية". وشملت الهدنة وقفا كليا لإطلاق النار, والسماح بدخول سفن مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة, وإطلاق رحلتين أسبوعيا من مطار صنعاء, بالإضافة إلى فتح الطرق والمعابر بمدينة /تعز/, ومحافظات أخرى. وصمدت الهدنة ميدانيا على الرغم من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بخروقات في جبهات القتال, أو التسبب بعرقلة الملفات الأخرى. وقال المصدر الحكومي أن الحكومة كانت تتمسك بضرورة صرف الحوثيين مرتبات الموظفين المدنيين في مناطق سيطرتها , من عائدات ميناء "الحديدة", إلى جانب فك الحصار عن بعض طرق "تعز", ومن بين الشروط التي طرحت من قبل الحوثيين استمرار مزايا الهدنة لجهة فتح مطار صنعاء, والسماح لسفن الوقود بالعبور إلى /الحديدة/, مع توسيع هذه المزايا. وتعد قضية صرف المرتبات, من ضمن الملفات الجديدة التي تمت إضافتها لشروط تمديد الهدنة الأممية فترة أخرى, حيث طالبت الحكومة اليمنية بصرفها من عائدات المشتقات النفطية التي تدخل من ميناء "الحديدة", وهذا الأمر كان من ضمن بنود اتفاق /ستوكهولم/ الموقع في ديسمبر 2018, لكن ذلك لم يتحقق إلى حد الآن, وما زال الموظفون الحكوميون بلا رواتب في مناطق سيطرة الحوثيين. == حوالي 19 مليون يمني يواجهون الجوع == وتفاقمت الأزمة الانسانية في اليمن حيث "سيعاني حوالي 19 مليون يمني من الجوع هذا العام, بما في ذلك أكثر من 160 ألف شخص سيواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة. وقد نزح أكثر من أربعة ملايين شخص منذ بدء الحرب", بحسب مصادر أممية. ودعا مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في وقت سابق إلى الحصول على ما يقرب من 4.3 مليار دولار لوقف مسار التدهور المستمر في جميع أنحاء اليمن حيث تلقي آثار الحرب بثقلها على كاهل السكان رغم الهدنة الانسانية. وقال بيان صادر عن (أوتشا), إن انهيار الاقتصاد أدى إلى تفاقم نقاط الضعف لدى أفقر الناس, حيث "من المتوقع أن يحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات غذائية في النصف الثاني من عام 2022". وأضاف أن هناك ما يقدر بنحو 161 ألف شخص يواجهون "أشد أنواع الجوع ولا يزال الأطفال يعانون بشكل مروع", حيث يعاني 2.2 مليون من سوء التغذية الحاد, بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل في مستويات حرجة". ومنذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية, مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية, والحوثيين المسيطرين على محافظات, من بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.