يشهد الوضع في اليمن تجاذبات واتهامات متبادلة بين طرفي النزاع حول مدى احترام كل طرف لاتفاق السويد الذي من شأنه فتح الافاق امام مفاوضات السلام لحل الازمة اليمنية و فك الحصار على مناطق عدة لإيصال المساعدات الانسانية, المهمة المشروطة بعدم خرق وقف اطلاق النار. وبالرغم من ترحيب الأطراف المعنية بالأزمة (الحكومة, الحوثيون, الأممالمتحدة وما يسمى بتحالف دعم الشرعية في اليمن), توجد هناك مخاوف من تأخر تطبيقه على أرض الواقع, حيث يرى متتبعون للوضع, أن عدم الالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في السويد بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين), من شأنه أن يطيل عمر الأزمة لسنوات عديدة, وأن الخطوة الوحيدة التي تم إنجازها إلى غاية الان هو وقف التصعيد العسكري, إلا أن استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين حول التزام كل طرف بالاتفاق من شأنه أن يرهن تطبيقه بصورة عاجلة. وانتهت جولة مفاوضات انعقدت في إحدى ضواحي ستوكهولم, باتفاق حول مدينة الحديدة ومينائها يقضي بتسليم الحوثيين المدينة والميناء إلى الأممالمتحدة التي ستشرف عليهما وذلك من أجل تأمين وصول المساعدات إلى اليمنيين, إلا أن الحكومة اليمنية وحلفاءها في التحالف لدعم الشرعية في اليمن (بقيادة السعودية) أكدوا أن الحوثيين لا يملكون النية في الانسحاب وهدفهم كسب الوقت. وحظي اتفاق السويد بشأن مدينة الحديدة باهتمام ودعم دولي, حيث صادق مجلس الأمن الدولي وبالإجماع على قرار يقضي بإرسال بعثة مراقبين عسكريين غير مسلحين إلى اليمن لمراقبة مدى التزام الحكومة اليمنية والحوثيين باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة الذي دخل حيز النفاذ في ال18 من ديسمبر الماضي. ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن, مارتن غريفيث, الحكومة اليمنية والحوثيين إلى ضرورة الالتزام باتفاق السويد, وذلك بعد معارك متقطعة في الحديدة غرب البلاد, مضيفا أن الأممالمتحدة تعمل عن قرب مع الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين) لضمان التطبيق السريع والتام لاتفاق الحديدة. وكانت مدينة الحديدة الساحلية قد شهدت إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والحوثيين استخدمت فيها مختلف الأسلحة, رغم توصل الحكومة اليمنية والحوثيين خلال مشاورات السلام بالسويد, إلى نقاط اتفاق بشأن مدينة الحديدة الساحلية, ومدينة تعز, وفي ملف الأسرى والمعتقلين, حيث تضمن الاتفاق بشأن الحديدة وقفا فوريا لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات من المدينة الساحلية على أن تلعب الأممالمتحدة دورا مهما في ميناء الحديدة. للإشارة, تسيطر القوات الشرعية في اليمن على محافظتين بالكامل هما "ابين" جنوب شرق البلاد و"المهرة" شرق البلاد وبشكل جزئي على محافظة "لحج" اضافة الى محافظة "شبوة "جنوبا, ومعظم مديريات "الجوف" شمالا, بينما يسيطر الحوثيون على الجهة الغربية من البلاد, وبالتحديد على العاصمة صنعاء, يضاف اليها محافظة "الحديدة" ذات الاهمية الاستراتيجية غرب البلاد.