تنطلق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في الولاياتالمتحدة, غدا الثلاثاء, وسط تنافس شديد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري, وترقب محلي ودولي لنتائجها التي يمكن أن تؤثر على السباق الرئاسي لعام 2024 . فقبل 24 ساعة على موعد هذه الانتخابات, اشتد التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين للسيطرة على جناحي الكونغرس, في وقت أدى الرئيس الديمقراطي بادين بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب دورين رئيسيين لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع في استحقاق الغد الذي يقول بايدن أنه يمثل لحظة "حاسمة" للديموقراطية الأمريكية. وقد كثف الديمقراطيون جهودهم للحفاظ على سيطرتهم على مجلس النواب, والظفر بالغالبية في مجلس الشيوخ من أجل تمرير مشروعات قوانين وخطط الرئيس بايدن, ودعم سياساته, فيما يسعى الجمهوريون بكل قوة لعرقلة خططه. ودافع ترامب عن محاولاته لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020 وحث الأمريكيين على "التصويت للجمهوريين لإحداث موجة حمراء ضخمة". وقال: "نحن أمام أهم انتخابات في تاريخ الولاياتالمتحدة", مضيفا "سنستعيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ". وفي السياق, ذكرت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال أن مرشحي حزبها لانتخابات التجديد النصفي سيقبلون بالنتائج سواء فازوا أم لا. وأعربت ماكدانيال عن اعتقادها بوجود "زخم جيد" لدى الجمهوريين يمكنهم من استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات الثلاثاء ما سيؤدي في حال حدوثه إلى إعاقة عمل بايدن خلال النصف الثاني من ولايته. وأضافت عن العملية الانتخابية أن الجمهوريين "يريدون ضمان أن تجري بشكل نزيه وشفاف, وبعد ذلك نترك العملية تأخذ مجراها ونقبل بالنتائج". لكن الحزب الديمقراطي رفض فرضية سيطرة لا مفر منها للجمهوريين على الكونغرس, وقال عضو الكونغرس الديموقراطي شون باتريك مالوني لشبكة "إن بي سي", "سنحتفظ بهذه الغالبية", مشيرا إلى أن بايدن تلقى اللوم بشكل غير عادل على التضخم فيما لم يحصل إلا على القليل من الفضل في نجاحات مثل نمو الوظائف. وفي ذات السياق, قال المحلل السياسي الأمريكي, أندرو بويفيلد, في تصريح صحفي إنها "انتخابات مفصلية, إذ سيكون لنتائجها تأثير كبير على أجندة بايدن والديمقراطيين خلال العامين المتبقيين من حكم الرئيس الأمريكي, بينما يطمح الجمهوريون لانتزاع الأغلبية في أي من المجلسين أو جميعهما". وأوضح بويفيلد, أن "الاقتصاد هي البوصلة التي تحدد بشكل كبير اتجاه الناخبين ما أدى إلى انتقادات كبيرة للإدارة الأمريكية, بعد أن وصل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاما, بينما يدافع الديمقراطيون عما حققوه خلال عامين لاسيما في البنية لتحتية ونمو قطاع الوظائف". وأكد أن "من يسيطر على أي من المجلسين أو كليهما يسيطر على البرنامج السياسي وأن قدرة الرئيس على إنجاز خططه لها علاقة بما إذا كان حزبه يملك السيطرة على الكونغرس أم لا". ويصوت الناخبون في الانتخابات النصفية على 35 مقعدا من أصل 100 مقعد داخل مجلس الشيوخ وعلى كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا. وفي اليوم ذاته تجرى الانتخابات التشريعية المحلية للولايات ال 50, كما يتم انتخاب حكام جدد ل 36 ولاية. ويعود السبب في عدم الاقتراع على كافة المقاعد مرة واحدة إلى اختلاف نظام الانتخابات في المجلسين, ففي مجلس الشيوخ ينتخب الأعضاء المئة لولاية مدتها 6 سنوات, ويقسمون إلى 3 مجموعات, مجموعتان بتعداد 33 سيناتورا (نائبا) لكل مجموعة, وثالثة تضم 34 سيناتورا. وتجري انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة بعد سنتين من انتخاب الرئيس , وتسمح بتجديد جميع مقاعد مجلس النواب بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ, وقد تؤثر نتائجها بشكل مباشر على برنامج عمل رئيس البلاد في بقية عهدته الرئاسية. وتعتبر هذه الانتخابات ذات أهمية دستورية, بسبب ما تتيحه للمنافسين السياسيين من قدرة على الاستدراك في منتصف العهدة الرئاسية وتعزيز مكانتهم داخل مجلسي الكونغرس, كما أنها تبقي حظوظ التأثير في فرض القوانين والمقترحات قائمة بين الديمقراطيين والجمهوريين في البلاد, باعتبار أن الكونغرس الأمريكي هو المسؤول عن مناقشة القوانين الفدرالية وموازنة الولاياتالمتحدة والتصويت عليها. كما يمثل مجلس الشيوخ الولايات والسياسة الوطنية, وتعيينات كبار الموظفين التي يجريها رئيس البلاد.