أدلى الناخبون الأمريكيون أمس بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى انتخاب معظم حكام الولايات، وسط مساع محمومة يبذلها الرئيس باراك أوباما لتغيير اتجاهات التصويت التي تعطي الاستطلاعات فيها أرجحية لمعارضيه الجمهوريين. ويتم في الانتخابات اختيار كامل أعضاء مجلس النواب وعددهم 435 و37 من أعضاء مجلس الشيوخ إضافة إلى 37 من حكام الولاياتالأمريكية. وفي مجلس النواب يحتاج الحزب الجمهوري ل39 مقعدا إضافيا لانتزاع الغالبية من الحزب الديمقراطي. أما في مجلس الشيوخ، حيث يحظى الديمقراطيون بغالبية 59 مقعدا من أصل 100 فإنه يتعين على الجمهوريين الفوز بعشرة مقاعد على الأقل كي يحصلوا على الغالبية. وفي الولاياتالأمريكية يسيطر الديمقراطيون حتى اليوم على 26 مركزا للحكام والجمهوريون على 24. وستتيح سيطرة الجمهوريين على أحد مجلسي الكونغرس لهم التحكم بمستقبل التشريعات عند عرضها على التصويت مما يعقد إصلاحات الرئيس أوباما الذي بقي له عامان من ولايته ويجعلها عرضة للإجهاض أو الخضوع للتسويات. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدما كبيرا للجمهوريين. فحسب الاستطلاع النهائي الذي أجرته مؤسسة ”غالوب” أمس فإن 55 ٪ من الناخبين على الأرجح يفضلون المرشحين الجمهوريين، في حين أكد 40 ٪ فقط أنهم سيصوتون لصالح الديمقراطيين. وبين الاستطلاع الذي أجرته وكالة رويترز للأنباء ومؤسسة إيبسوس أن 50 ٪ من الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم يخططون للتصويت لصالح الجمهوريين، مقابل 44 ٪ للديمقراطيين. ورجحت مصادر إعلامية أن يعارض الناخب الأمريكي الديمقراطيين بصورة واضحة في التصويت لمجلس النواب على الأقل. وسعى الرئيس باراك أوباما إلى دعم فرص حزبه خلال الانتخابات عبر جولات مكثفة على الولايات شملت 14 منها خلال الشهر الماضي، في محاولة لتشجيع المصوتين الشباب والليبراليين والسود والمستقلين الذين رجحوا كفته قبل عامين على التصويت لصالح حزبه. لكنه أقر في تصريحات أدلى بها عشية الانتخابات لإذاعة ”دبليو دي أي أس أف أم” في فيلادلفيا، بأنها ”انتخابات صعبة لأننا عبرنا للتو فترة صعبة للغاية في السنتين الأخيرتين”. ولاحظ أوباما ”أن البطالة لا تزال مرتفعة، والناس مستاؤون من وتيرة التحسن بالتأكيد، حتى ولو أنقذنا الاقتصاد من تدهور ثان”. وأضاف أوباما ”لكن الحقيقة هي أننا بصدد إحراز تقدم، وكل الإحصاءات تدل على أننا في الاتجاه الصحيح”. ويبلغ معدل البطالة الرسمي حاليا في الولاياتالمتحدة 9.6 ٪، وهو أعلى مستوى له منذ 30 عاما. واعتبر الرئيس الأمريكي أن مواطنيه سيردون (أمس) الثلاثاء على السؤال التالي ”هل سنواصل السير على هذه الطريق أو أننا سنغير وسنعود إلى الوضع الذي أوقعنا في هذا الارتباك”، في إشارة إلى ثماني سنوات من الرئاسة الجمهورية مع جورج بوش. وقال أوباما ”مهما كان الوضع صعبا في هذه اللحظة، فإننا سنسير في الاتجاه الصحيح على الأقل. إذا غيرنا، فسيلزمنا وقت قبل الوصول إلى وضع يمكن للناس فيه أن يطوروا مواهبهم ويمكن للشركات الصغيرة أن تنمو”.