دعا المشاركون في "الصالون الدولي الأول للإبل...أمراض ووقاية" والذي افتتحت فعالياته اليوم الثلاثاء بورقلة إلى ضرورة إيلاء أهمية أكبر لحماية وتثمين ثروة الإبل التي تلعب حسبهم دورا "رائدا" في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للصالون الدولي الأول، على ضرورة الاهتمام أكثر بتطوير ثروة الإبل لاسيما من خلال المحافظة على السلالات المحلية إضافة إلى ترقية وتثمين النشاطات المتصلة بصناعة المنتجات المشتقة. ويدل تنظيم هذا الصالون على الأهمية التي يوليها قطاع الفلاحة إلى هذه الشعبة، خصوصا من خلال إنشاء مديرية فرعية تعنى بتربية الإبل والخيول على مستوى الوزارة الوصية، مثلما أشارت إليه ممثلة هذه الدائرة الوزارية، فتيحة ليلى بعوش. إقرأ أيضا: الصالون الدولي الأول للإبل بورقلة في نوفمبر ويأتي هذا المسعى في إطار تطبيق خارطة طريق قطاع الفلاحة في مجال تطوير هذه الشعبة الفلاحية, كما أضافت السيدة بعوش التي عبرت عن أملها في أن تكون التوصيات المنبثقة عن هذا الصالون الذي يحضره العديد من الباحثين والمتعاملين الوطنيين منهم والأجانب، تصب في اتجاه إعطاء الأهمية اللازمة لحماية والمحافظة على ثروة الإبل. وفي سياق متصل، ذكرت أن شعبة الإبل أصبحت اليوم تشكل نشاطا رئيسيا ليس من حيث الاستهلاك فحسب وإنما أيضا من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية بصفة عامة. ومن جانبه أبرز البروفيسور برنارد فاي المختص في تربية الإبل والطب البيطري (فرنسا) في مداخلته حول صحة الإبل في مواجهة تكثيف الإنتاج والتغيرات التي طرأت على الإبل قائلا: "لقد لاحظنا خلال العشرين سنة الأخيرة زيادة في مستويات الإنتاج مع انخفاض في حركة القطعان وتغير أساليب الرعي إلى جانب تغذية أكثر ثراء وتنوعا، مما يؤثر سلبا على صحة الإبل". وبدورها أكدت قوخار كنيسباييفا الأستاذة الجامعية المختصة في الكيمياء الحيوية (كازاخستان) على ضرورة ترقية شعبة حليب الإبل في الجزائر، عبر تطوير تربية ماشية الإبل إلى جانب تحسين الإنتاج وتسويق حليب النوق. ويهدف الصالون الدولي للإبل الذي ينظم بورقلة من 15 إلى 17 نوفمبر الجاري إلى جمع مختلف الفاعلين لمناقشة المسائل ذات الصلة بالمحافظة وتثمين هذه الشعبة وترقية الصحة الحيوانية، فضلا عن تحليل العلاقة بن صحة الإبل والممارسات البيطرية وكذا البرامج المسطرة في هذا الشأن، وفق المنظمين. ويتعلق الأمر بلقاء يضم كوكبة من الأكاديميين والأساتذة والباحثين وذلك بمشاركة المتعاملين الرئيسيين في تربية الإبل، على غرار الهيئات التابعة للقطاع الفلاحي إضافة إلى الأطباء البياطرة، حيث يرتكز هذا اللقاء على ثلاثة محاور رئيسية وهي "الصحة الحيوانية والبيطرة" و"تطور تربية الإبل" و"سياسات الصحة العمومية البيطرية"، كما أشير إليه. وعلاوة على الورشتين المنظمتين حول الجراحة البيطرية وتحضير الجبن المصنوع من حليب النوق، يتضمن هذا الصالون العديد من المحاضرات ذات الصلة بمواضيع مختلفة لاسيما "تشخيص الأمراض الحيوانية والانتقاء الجيني كأداة لمعالجة الأمراض الحيوانية والتحسين الجيني والوراثي". وستكون هذه التظاهرة العلمية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتي تقام بمبادرة من المكتب المحلي للجمعية الوطنية للأطباء البياطرة الجزائريين بالتعاون مع جامعة ورقلة والمدرسة العليا للأساتذة بورقلة فرصة مواتية للعارضين لتقديم منتجاتهم من خلال معرض الصناعات التقليدية والحرف المقام بكلية علوم الطبيعة والحياة.