وثقت الصحفية المغربية خلود مختاري, زوجة الصحفي المسجون سليمان الريسوني, الأساليب القمعية التي يستخدمها المخزن ضد الصحفيين المعارضين لسياساته الاستبدادية, وكشفت ما تعرضت له من ظلم و اضطهاد على يد الأمن المغربي, انتقاما منها ومن زوجها بسبب كتاباته المنتقدة للنظام. وتروي السيدة مختاري في منشور على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء, ما تعرضت له من ظلم قبل وبعد اعتقال زوجها سليمان الريسوني الذي يقبع في السجن منذ 2020, مشيرة الى أن معاناتها "مثال حي على ما تعيشه امرأة وقفت في وجه إعصار من الظلم والتسلط والشطط في استعمال هذا التسلط ضدها وضد أسرتها". وكانت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بالمغرب قد أدانت الصحفي سليمان الريسوني بخمس سنوات سجنا نافذا, في حكم أثار جدلا كبيرا بسبب استخدام المخزن للقضاء لتصفية حساباته مع المعارضين. و اكدت الصحفية أنها "دفعت الثمن غاليا من صحتها ونفسيتها" نتيجة لمواقفها, وأبرزت أن أعمالها "كانت ترفض بطرق ملتوية, بسبب افتتاحيات ومقالات زوجها سليمان الريسوني (...) لتضطر للتوقف عن العمل". ونبهت في السياق الى "المقالات الحاقدة من طرف الجرائد التابعة للأجهزة الاستخباراتية المغربية والتي كانت تنهال على أسرتها بالسباب والشتيمة". و افادت ذات الاعلامية الى أنه بعد يومين من ولادتها بابنها هاشم, عاود الامن المخزني اتصالاته, مطالبا اياها بالحضور مجددا الى مقر الشرطة, مؤكدة أن "ذلك الترهيب استمر بشكل كارثي, ليتم بالموازاة مع ذلك اعتقال الصحفية هاجر الريسوني". وشددت في السياق على أن "هذه الممارسات القمعية, كان الهدف منها إخضاع سليمان لأكبر ضغط ممكن, حتى يتوقف عن الكتابة, ويغادر جريدة (أخبار اليوم), لكنه رفض وواصل مسيرته بإيمان". ولم تمر سنة واحدة على هذه المعاناة, حتى اعتقل الامن المخزني الصحفي سليمان الريسوني بعد محاصرة المنزل لعدة أيام, و ذكرت خلود مختاري بأنه وصلتها عدة رسائل جاء فيها "احملي ابنك وغادري, إن ما حدث مع سليمان لن ينتهي بالاعتقال, الظلم في بدايته فقط والآتي أسوء". وذكرت ذات المتحدثة في شهادتها المؤلمة أنها التزمت الصمت لمدة عشرة أشهر, كان خلالها زوجها في مرحلة التحقيق والذي "لم يحقق شيئا", مبرزة معاناة سليمان الريسوني في السجن, الذي ترك في جناحه العقابي, في زنزانة انفرادية. وتتساءل الاعلامية المغربية: "إلى من سألجأ في نظركم ؟ عندما تعرضت للاضطهاد من طرف موظفين سامين ومسؤولين داخل مؤسسات الدولة", مؤكدة أنها "لا تزال لحد الساعة عرضة للإساءة من طرف رجال المخابرات الذين اتخذوا من مهنة الصحافة واجهة للتشهير بها وتهديدها وسبها و إهانتها". وتابعت تقول: "لمن سأشتكي عندما كاد مدير السجن يسحلني أرضا لأنني أبحث عن زوجي المختفي والمضرب عن الطعام, ومن سيوقف الدبلوماسيين عن الكذب عندما يتكلمون عني أمام الغرب ليقنعوهم بأن +المغرب جنة فوق الأرض لا ظلم فيها ولا طغيان+, و عندما تم تهديدي بالاغتصاب على مرأى ومسمع النيابة العامة ؟".