قرر دفاع الصحفي المغربي سليمان الريسوني, الانسحاب من جلسة المحاكمة التي انطلقت يوم الثلاثاء, احتجاجا على رفض المحكمة طلب إحضار موكلهم, ورفض باقي الطلبات. وانطلقت اليوم, جلسة جديدة من محاكمة الصحافي سليمان الريسوني, الذي يقبع في السجن الاحتياطي منذ اكثر من سنة دون حضوره لقاعة المحكمة, وذلك تزامنا مع إكماله ثلاثة أشهر من الإضراب عن الطعام. واعتبر الدفاع, استمرار محاكمة الريسوني, في غيابه هو مشاركة في جريمة ضده, خاصة مع ادعاء إدارة السجون والنيابة العامة أن الريسوني هو من يرفض الحضور, رغم تأكيده أمس الاثنين على حرصه وتشبثه بالحضور, وإدانته لتغييبه تعسفا عن جلسات المحاكمة. وقالت هيئة الدفاع عن الصحفي في بيان عممته على وسائل التواصل الاجتماعي,إنها "زارت سليمان الريسوني في سجنه, يوم الإثنين 05 يوليو 2021, وتمكنت من لقاء موكلها الذي تم إحضاره إلى قاعة المخابرة مع المحامين على كرسي متحرك", ووصفت حالته بأنها "جد متدهورة تغني عن السؤال, إذ لم يتبق منه سوى هيكل عظمي تسمع أنفاسه". ونقلت الهيئة, أن سليمان الريسوني أشعرهم بأنه "توقف عن تناول السكريات منذ فاتح يوليو إلى غاية يومه 5 يوليو", وذلك "احتجاجا على تغييبه المتعمد عن جلسات محاكمته وعدم الاستجابة لطلبات دفاعه في نقله للإنعاش, وتمتيعه بحقه في السراح". وأضافت الهيئة أن الريسوني "رفض زيارة المستشفى مؤقتا, بعدما علم أن الغاية من حمله لهذا الأخير هو حقنه بكمية كبيرة من السكريات لا أقل ولا أكثر لإطالة مدة تعذيبه والانتقام المقنع منه". كما نقلت الهيئة عن موكلها قوله أنه تعرض "بحضور مدير السجن وعدد كبير من الموظفين وبأمر منه، لتفتيش استفزازي تجاوز كل الحدود والاعتبارات الأخلاقية, إذ إنه تم تفتيش مرحاضه وخزان مائها والأنابيب الموجودة بزنزانته, بل تم تفكيك بعض أجزائها, وأن الذين قاموا بالتفتيش لم يعثروا على أي شيء من شأنه إدانته", مشيرة إلى أن الريسوني معتقل وحده داخل جناح توجد به ستة غرف فارغة. من جهتها, أكدت خلود المختاري زوجة الصحفي سليمان الريسوني, أن زوجها راسل النيابة العامة وإدارة السجن من أجل الحضور إلى المحاكمة, لكنه لم يتلق أي جواب, في حين أكد دفاعه خلال الجلسة أنه مسلوب الإرادة, ويصر على حضور محاكمته. اقرأ أيضا : المغرب: حزب سياسي يؤكد "استحالة تحقيق التنمية والديمقراطية في ظل نظام مخزني فاسد ومستبد" وغاب الريسوني عدة مرات عن جلسات المحاكمة, حيث سبق وأكد أنه طلب كرسيا متحركا وسيارة إسعاف لنقله نحو المحكمة, إلا أن طلبه قوبل بالرفض, قبل أن يوافق على الانتقال إلى المحكمة على أن تتحمل إدارة السجون مسؤولية ما قد يقع له, لكنه وبعد ارتداء ملابسه لم يأت أحد لاصطحابه للمحكمة, التي كانت تعرف حضور منظمات حقوقية وطنية ودولية. و كانت خلود المختاري, زوجة الصحفي سليمان الريسوني, قد نشرت على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", رسما تقريبيا لوضع زوجها بعد أن ناهز اضرابه عن الطعام 90 يوما. وقالت المختاري, إنها استعانت برسام لإنجاز رسم تقريبي لزوجها المضرب عن الطعام منذ قرابة ثلاثة اشهر, مضيفة "هكذا كان سليمان في آخر مرة رأيته ". و اردفت تقول, إن الهدف من نشر هذا الرسم هو "وضعكم في صورة وضعية الصحافي سليمان الريسوني وحالته, وكيف تشوه جسمه ووجهه وتغيرت صورته". وعلقت المختاري على الرسم قائلة "هذه الصورة وحدها الجواب عن محاولات إخفاء الحقيقة الوحيدة, وهي أن هناك صحافي يعاني الويلات في السجن وقد يصلنا خبر وفاته, بعد أن بلغ 86 يوما من الإضراب عن الطعام". وختمت المختاري تدوينتها بالقول "الكل على المحك الآن, سُمعة الجميع وإنسانية الجميع, ومن يرقصون ويطوفون على جثة, ويقامرون بحياة سليمان الريسوني, أيضا على المحك". يشار الى ان الفيدرالية الدولية للصحفيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية قد عبرتا, الجمعة الماضي, عن قلقهما من تدهور الحالة الصحية لسيلمان الريسوني, كما حذرت هيئة الدفاع عن الريسوني من "فاجعة حقيقية". جدير بالذكر, أن عدة منظمات حقوقية داخل وخارج المغرب, طالبت بالإفراج عن الريسوني, الذي يخوض إضرابا عن الطعام يقترب من الثلاثة أشهر, احتجاجا على حبسه الاحتياطي الذي فاق السنة, وعدم تمتيعه بمحاكمة عادلة. واعتقل الريسوني, المعروف بكتاباته المنتقدة للسلطات في المغرب, والذي شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة المغربية المعارضة "أخبار اليوم" - التي توقفت عن الصدور منذ أسابيع , بعد 14 سنة من الوجود - ب تهمة "الاعتداء الجنسي", يوم ال22 مايو من العام الماضي, من طرف رجال شرطة في زي مدني, وذلك عندما كان يهم بمغادرة سيارته بمدينة الدار البيضاء.