إنعقدت يوم السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر العاصمة، الندوة الوطنية لمبادرة "تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل" بمشاركة العديد من الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الجالية الوطنية بالخارج. و في كلمة ألقاها خلال اشرافه على افتتاح أشغال هذه الندوة, أوضح رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أن هذه المبادرة "ليست حدثا ظرفيا أو رهانا حزبيا، بل هي التزام جماعي مسؤول ورسالة جزائرية واضحة للداخل والخارج". و أشار الى أن أطراف هذه المبادرة "عازمون على أن تكون خطواتها القادمة بنفس الأهمية من الوعي والمسؤولية الوطنية والحضور النضالي والشعبي مهما كانت الظروف والتحديات"، لاسيما --كما قال-- وأن المبادرة تسعى الى "تعزيز قيم التلاحم الوطني والتعبئة الجماعية لحماية الوطن من أي استهداف". وأضاف أن هذه المبادرة "ستظل وفية لإرث الشهداء والمجاهدين وتضحياتهم وكذا لقيم الأمة ومرجعية الشعب الجزائري وتطلعاته في تأمين المستقبل في ظل دولة قوية، اجتماعية وديمقراطية، تصنع التنمية وتناصر قيم التحرر ضد كل أشكال الاستعمار والاستبداد". وفي ذات السياق، ثمن السيد بن قرينة "احتضان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لكل المساعي الوطنية الرامية إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصف الوطني"، و أبرز "أهمية ترقية هذا الاحتضان الى فضاء لحوار وطني يستوعب كافة القوى الوطنية حول رهانات الوطن وتحدياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، مجددا دعمه لرئيس الجمهورية في "كل جهد يصون وديعة الشهداء ويساهم في رفاهية المجتمع". و نوه رئيس الحركة بجهود الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني رفقة مختلف الاسلاك الأمنية، في "حماية الجزائر وصيانة أمنها القومي". و جدد التأكيد من جانب آخر على "دعم أطراف هذه المبادرة للقضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، في نضالها من أجل استعادة حقوقها المشروعة". بدورهم، أكد قادة عدة أحزاب سياسية ومسؤولي نقابات ومنظمات وطنية عن "دعمهم المطلق للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جسدها رئيس الجمهورية" وأشادوا ب"التزامه في الدفاع عن ذاكرة الأمة الجزائرية وصيانة أمانة الشهداء والمجاهدين وبناء جزائر قوية ومزدهرة في اطار مبادئ بيان أول نوفمبر 1954". و شددوا بهذه المناسبة على ضرورة العمل من أجل "تجنيد كافة القوى الحية في البلاد للدفاع عن المصالح الحيوية للأمة ومواقفها الثابتة تحت قيادة الرئيس تبون", معتبرين أن مؤسسات الدولة "خط أحمر" والدفاع عنها "واجب مقدس" لكافة الفاعلين في الساحة الوطنية. و في التوصيات التي توجت اشغال هذه الندوة، دعا المشاركون الشعب الجزائري بكل فئاته الى "تقوية الجبهة الداخلية والالتفاف حول مؤسسات الدولة ودعم مواقفها الاستراتيجية" وكذا "توحيد الصفوف والمواقف للدفاع عن المصالح العليا للوطن". و خلصت التوصيات ايضا الى دعوة النخب السياسية والأكاديمية من أجل "بلورة أفكار هذه المبادرة في صيغة مشاريع وبرامج وآليات عمل مشترك لتعزيز التلاحم الوطني على كل المستويات وتأمين مستقبل الأجيال على جميع الأصعدة", بالإضافة الى "تفعيل التواصل واستمراره مع جميع الشركاء والمكونات للترويج لهذه المبادرة وشرح أهدافها ومقتضياتها".