تحيي الجزائر اليوم العالمي للتطوع، المصادف للخامس ديسمبر من كل سنة، عبر تنظيم عدة نشاطات وحملات توعوية حول أهمية العمل التطوعي بهدف تكريس روح المواطنة وغرس قيم التكافل والتضامن في أوساط المجتمع. وفي هذا الإطار، أكد المسؤول الوطني للتضامن والإغاثة وخدمة المجتمع بالكشافة الاسلامية الجزائرية، أحمد رمضاني، في تصريح لوأج، أن مظاهر التكافل والتضامن بين أفراد الشعب الجزائري تجلت إبان فترة الاستعمار الفرنسي، مشيرا على وجه الخصوص الى دور جمعية العلماء المسلمين التي كانت تقوم بنشاط توعوي وإنساني لمحاربة الجهل المسلط من طرف الاحتلال الفرنسي. وأضاف أن العمل التطوعي شهد خلال السنوات الأخيرة انخراطا واسعا للشباب، وهو ما تجسد من خلال العدد الكبير للجمعيات الناشطة في هذا المجال، مما يعكس --كما قال-- إقبال المجتمع الجزائري على العمل التطوعي والتعاون والتكافل فيما بين أفراده. وبخصوص النشاط التطوعي للكشافة الإسلامية الجزائرية، أشار السيد رمضاني الى أن المنظمة الكشفية تضم أزيد من 230 ألف منخرط موزعين على 1840 فوج عبر مختلف ولايات الوطن ينشطون بالشراكة مع مختلف القطاعات الوزارية وفعاليات المجتمع المدني. وأوضح أن نشاطات هذه الأفواج تمحورت حول التوعية والتحسيس بخصوص محاربة الآفات الاجتماعية والحد من انتشارها، على غرار مكافحة المخدرات في أوساط الشباب، بالإضافة الى أنشطة أخرى تتعلق بمحو الأمية والسلامة المرورية والمساهمة في حملات التشجير والمحافظة على نظافة البيئة. كما لفت ذات المتحدث إلى الجهود التي تقوم بها الكشافة في عملية إدماج المساجين في إطار الاتفاقية التي تربطها مع إدارة السجون فيما يتعلق بعملية الإدماج والاهتمام بالأحداث. من جانبها، نوهت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ابتسام حملاوي بالانخراط الدائم والمتواصل للشعب الجزائريفي المبادرات التطوعية والتضامنية، مثلما حدث خلال أزمة كورونا، مشيرة في هذا الصدد إلى دور الهلال الأحمر الجزائري في تأطير الشباب المتطوع وتأهيله لمواجهة مختلف التحديات والمشاركة في المناسبات التي تتعاظم فيها المبادرات الإنسانية. وفي ذات السياق، ذكرت السيدة حملاوي بتخصيص منصات رقمية لتأطير المتطوعين والمسعفين والاستفادة من دورات تكوينية، بالإضافة إلى منصات خدماتية متعلقة بكفالة اليتيم وإعادة الروابط الأسرية. كما كشفت عن تطبيق إلكتروني يعتزم الهلال الأحمر الجزائري إطلاقه بمناسبة اليوم العالمي للتطوع بما يساهم في دعم هذه المنصات ويوفر خدمات تساعد المتطوعين على تطوير إمكانياتهم وقدراتهم في مختلف مجالات العمل الإنساني. وأشارت ذات المتحدثة إلى جهود الهلال، باعتباره منظمة ذات طابع إنساني، في خلق جسور للتواصل بهدف بناء شراكة استراتيجية تستفيد منها مختلف الفئات الاجتماعية وتشكل دعامة أساسية لبرامج العمل التطوعي والانساني.