تواصل نيران الاحتلال الصهيوني في اطار سياسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي بحق سكان اراضي قطاع غزة, استهداف دون تمييز للمدنيين والاطقم الطبية وصولا الى اغتيال الكلمة والعدسة من خلال استهدافها الصحفيين لترهيبهم ولجمهم عن مواصلة فضح وتوثيق جانبا من همجية الاحتلال وجرائمه المروعة. ومع انعدام الأماكن الآمنة في قطاع غزة, فإن استهداف الكيان الصهيوني للصحفيين لم يكن عملا انفعاليا او خطئا إنما كان عملا ممنهجا يهدف الى تغييب الصوت الاخر الذي يتكلم بتجرد وموضوعية عن بعض ما يجري في غزة من جرائم, ومحاولة لترهيب الاعلاميين من مواصلة فضح الاحتلال. هذا الاخير استنفذ كل قواه من أجل اصطياد فريسته من الصحفيين, مما تسبب في إرتفاع عدد الشهداء من الاطقم الاعلامية إلى 126 شهيدا, حسب ما أعلنه المكتب الإعلامي لقطاع غزة, أمس الثلاثاء, وهذا بعد استشهاد آلاء حسن الهمص الصحفية بوكالة "سند" للأنباء, وأنغام أحمد عدوان الصحفية في قناة "فبراير" الليبية. اقرأ أيضا : العدوان على غزة: جنوب افريقيا تقدم طلبا عاجلا لمحكمة العدل للنظر في عملية برية صهيونية وشيكة في رفح وأوضح المكتب الاعلامي أن الصحفيتين إستشهدتا جراء القصف والاستهداف المتواصل من قبل الاحتلال الصهيوني لمنازل المواطنين على منطقتي رفح وجباليا, في قطاع غزة. كما استهدفت ألة الدمار الصهيونية من جديد وللمرة الخامسة مراسلي قناة "الجزيرة" القطرية, حيث أصيب الصحفي الفلسطيني إسماعيل أبو عمر, أمس الثلاثاء, بجروح خطيرة إثر قصفهم بطائرة مسيّرة صهيونية في منطقة ميراج شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة, وهو ما أدى بشكل فوري إلى بتر احدى ساقيه وإصابة الأخرى إصابة بالغة, بينما أصيب مصور آخر في إحدى يديه إصابة بالغة, وياتي استهدافهما على الرغم من تواجدهما بعيدا عن الاشتباكات وفي غمرة انكبابهما على إعداد تقرير إنساني في منطقة تعج بالنازحين. مطالب بتوفير الحماية الدولية للصحفيين و توالت ردود الفعل الفلسطينية والدولية المنددة بتواصل استهداف الاعلاميين, بعد أن بلغت اعداد الضحايا عتبات غير مسبوقة, في انتهاك صارخ للقانون الدولي, داعين الى ضرورة توفير الحماية الضرورية للأطقم الاعلامية وتمكينهم من كشف وتوثيق جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. وبعد ان حذر من العواقب المدمرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح, أعرب الامين العام للامم المتحدة عن "إنزعاجه البالغ" بشأن عدد الصحفيين الذين إستشهدوا في القطاع, جراء عدوان الاحتلال الصهيوني, لافتا إلى أن "حرية الصحافة شرط أساسي ليعرف الناس حقيقة ما يحدث في كل مكان حول العالم". من ناحية أخرى, قال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان, محمد النسور, أن عدد المدنيين والصحفيين القتلى في غزة منذ السابع من أكتوبر ارتفع الى عتبات "غير مسبوقة", مضيفا أن" المفوضية خاطبت الكيان الصهيوني بشأن الانتهاكات لكنه لم يرد". بدوره, أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف قوات الاحتلال لطاقم الجزيرة للمرة الخامسة, وقال إن هذه العملية "جريمة متكاملة الأركان وانتهاك للقانون الدولي", مضيفا أن الاستهداف يأتي في إطار "ترهيب الصحفيين ومنعهم من تغطية جرائم الاحتلال ومحاولة طمس الحقيقة". وفي ردها على هذا العدوان الجديد, وصفت حماس في بيان لها على منصة "تيليغرام" هذا الاستهداف الوحشي والغادر للصحفيين "بالسلوك الإرهابي المتكرر" الذي يهدف, كما قالت, "إلى ثني الصحفيين عن تغطيتهم لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة" داعية "المؤسسات الحقوقية الدولية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة". من جهته, عقب الاتحاد العام للصحفيين العرب, في بيان, بالتأكيد على أن "هذا الاستهداف يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان", مطالبا "بإتخاذ ما يلزم لحماية الصحفيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني الأعزل". وشجبت من جهتها لجنة حماية الصحفيين الانتهاكات المتواصلة بحق الصحفيين في قطاع غزة, لافتة الى أن هذا الاستهداف "مثال على الثمن الشخصي لتغطية الحرب" ودعت بالمناسبة, إلى "إجراء تحقيق مستقل وما إذا كان يشكل جريمة حرب".