ينظم مقر البرلمان الجهوي لمقاطعة كانتبريا (شمال اسبانيا), منذ أمس الاثنين, معرضا للصور للتعريف بنضال المرأة الصحراوية وتوثيق كفاح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي, وهذا في إطار برنامج تحسيسي بقضية الصحراء الغربية تنظمه عدد من المقاطعات الاسبانية. و أشرف على تدشين المعرض الذي يحمل اسم "رحلة نساء الصحاري" ويضم صورا لمراحل الكفاح التحرري للشعب الصحراوي, رئيسة البرلمان الجهوي للمقاطعة, ماريا خوسي غونزاليز. وشمل المعرض عشرات الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسة المصورة آنا بالينيو بمخيمات اللاجئين الصحراويين, والخاصة بحياة النساء الصحراويات, منذ أن تركن ديارهن بالصحراء الغربية المحتلة نتيجة الغزو المغربي, مرورا بمراحل الكفاح الصحراوي, ومقاومة ظروف اللجوء الصعبة في الشتات. كما عكست الصور أيضا الآفاق الواعدة بفعل صمود المرأة الصحراوية ومكافحتها للتوسع والعدوان. و أبرزت صاحبة العمل الصحفي, المصورة آنا بالينيو, كرم الضيافة الذي تختص به المرأة الصحراوية, "من خلال عمق جوانب الحياة الخاصة للمرأة الصحراوية وجراحها وما حرمها الإحتلال من التمتع به". ويأتي معرض الصور كتجربة ثانية من نوعها حول القضية الصحراوية بالبرلمان الجهوي لمقاطعة كانتبريا خلال شهر أبريل, وذلك بعد معرض الصور المشابه الذي أنجزه المصور خوسي لويس دي بابلوص. وسيبقى المعرض بمقر البرلمان الجهوي الى غاية الثالث من مايو المقبل, على اعتبار أنه يأتي ضمن سياق حملة تحسيسية شاملة لجلب انتباه الرأي العام على مستوى المقاطعة الإسبانية الى مسار تصفية الإستعمار ومسؤولية إسبانيا التاريخية حيال النزاع في الصحراء الغربية. وفي إطار البرامج التحسيسية بقضية الصحراء الغربية والذي تنظمه جمعية الوفاق الكناري "لاكونكورديا" بتنريفي طوال شهر أبريل, شهد حرم "كواخارا" بكلية التاريخ والجغرافيا لجامعة "لا لغونا" الإسبانية, عرض الفيلمين الوثائقيين "الغير خاضعات" ("انسوميساس") و "الركض نحو البيت". ويستعيد الوثائقي "انسوميساس" تجربة خمس سيدات ثلاثة منهن ضحايا لقمع وبطش الاحتلال وباحثتين يكشفن عن صورة لواقع استعمار يسعى بكل جهده الى تحقيق أهدافه التوسعية, فيما يحكي فيلم "الركض نحو البيت", قصة الناشطة والعداءة الأمريكية من ام ولدت بالعيون المحتلة "انما" التي استخدمت قواها البدنية للركض نصرة للقضية الصحراوية. وفور انتهاء عرض الفيلمين, تحدثت الناشطة من جزر الكناري, كارمن روجر, التي واكبت القضية الصحراوية منذ نشأتها وانخرطت في حركة التضامن والتحسيس بعدالة القضية على كل الأصعدة, عن "ضرورة بذل الشعب الكناري مزيدا من الجهد لمناصرة القضية الصحراوية", منتقدة موقف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إزاء القضية الصحراوية. ووصفت قراره بدعم الموقف التوسعي المغربي ب"الفضيحة" لأنه "خذل الشعب الصحراوي وحاول التملص من التزامات اسبانيا السياسية والأخلاقية تجاه هذا الشعب المقاوم", معبرة في ذات الوقت عن املها بتمكن الجمهورية الصحراوية من بسط سيادتها على كامل ترابها. من جانبها, كشفت الناشطة الصحراوية الشابة عائشة المهدي, عن تأثرها بمشاهد القمع المغربي التي أظهرها الفيلم, مؤكدة انها "ليست الا فيض من غيض من واقع انتهاكات تمارس بعيدا عن عدسات كاميرات و اعين المراقبين الدوليين".