شكلت مسألة التحسيس بمخاطر الطرق وإجبارية التصدي لحوادث المرور موضوع لقاء للولايات الحدودية افتتحت أشغاله اليوم الخميس بسوق أهراس. وأشرف على حفل افتتاح هذا اللقاء الدولي الذي نظمه الفرع الولائي للهلال الأحمر الجزائري (فرع سوق أهراس) بالتنسيق مع الفرع الجهوي للهلال الأحمر التونسي لجندوبة سلطات الولاية وحضره إلى جانب ممثل عن الدرك الوطني متطوعون من الهلالين الجزائري والتونسي. وفي مستهل أشغال هذا اللقاء -الذي ستتواصل فعالياته لغاية 17 جويلية الجاري بمقر ديوان مؤسسات الشباب- قدم رئيس فرع الهلال الأحمر الجزائري محمد عقوني عرضا عن إستراتيجية السلامة المرورية التي تم ضبطها مؤخرا بعمان (الأردن) بحضور مكلفين ببرامج السلامة المرورية بدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط على غرار (الجزائر وتونس وليبيا والمغرب وسوريا وفلسطين والعراق والإمارات العربية والسعودية والكويت والأردن). وأبرز ذات المتدخل محاور هذه الإستراتيجية التي تتركز أساسا على عملية التصدي لأزمة الطرقات و التزامات الإتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في هذا المجال حيث تم اقتراح 10 التزامات تنص أساسا على ضرورة استعمال حزام الأمن والقيادة بسرعة آمنة ومناسبة وعدم القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات وعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة والظهور للعيان عندما يكون الإنسان من ركاب الدراجات ومعرفة واحترام قوانين المرور. وتم من خلال هذه الإستراتيجية ضبط برنامج خاص للهلال الأحمر الجزائري (فرع سوق أهراس) يدخل في إطار عديد النشاطات بين الجزائر وتونس على غرار "صيف بدون مخاطر" الذي انطلقت فعالياته مطلع جويلية الجاري إلى غاية 30 منه بمركز لحدادة الحدودي. من جهتها قدمت الدكتورة كوثر النهدي رئيسة الفرع الجهوي للهلال الأحمر التونسي بجندوبة عرضا عن التجربة التونسية فيما يخص السلامة المرورية مدعمة عرضها ببعض الإحصائيات مشيرة إلى البرنامج الوطني التونسي حول "العطلة الآمنة". وفضلا عن ذلك قدمت رئيسة ذات الفرع شريطا مصورا أعدته الهيئة الجهوية لجندوبة حول السلامة المرورية والشباب كوسطاء لتغيير السلوكيات. ونظم الهلال الأحمر التونسي في مجال الوقاية من حوادث الطرقات حملات للتوعية استفاد منها 30 ألف سنويا فضلا عن تكوين 10 آلاف مسعف سنويا و150 مكون إسعافات أولية سنويا إلى جانب التدخل في برنامج العطلة الآمنة والذي يشارك فيه سنويا 250 متطوع و170 مسعف و80 طبيب. وأشارت الآنسة كوثر النهدي بالمناسبة إلى أن الإستراتيجية الدولية لشركات الهلال الأحمر والصليب الأحمر أثبتت أن أهم مسببات حوادث المرور تعود أساسا إلى حالة المركبة بنسبة من 5 إلى 10 بالمائة ووضعية الطرق والبنية الأساسية التي تسهم ب10 بالمائة في حوادث المرور فيما تستحوذ سلوكيات مستعملي الطريق على نسبة 80 إلى 90 بالمائة. وتركزت تدخلات عدد من مكوني الهلال الأحمر الجزائري حول برنامج الشباب كوسيط لتغيير السلوكيات والتقنيات الحديثة الواجب إدماجها ضمن التدخلات للوقاية من حوادث المرور قبل أن يقدم المكلف ببرنامج السلامة المرورية عدة أعمال تمثلت أساسا في دروس توعوية تجاه أطفال المدارس ومشروع للرسوم المتحركة خاصة بقواعد السلامة المرورية. وفي نهاية أشغال اليوم الأول خلص الطرفان الجزائري والتونسي إلى ضبط إستراتيجية جهوية للسلامة المرورية تحتوي على برامج تكوينية وتوعوية عبر المدينتين الجزائرية و التونسية (سوق أهراس وجندوبة) سيشرع في تجسيدها مطلع سبتمبر 2010 خاصة مع تأكيد ممثلي السلطات المحلية استعدادهم لدعم هذه النشاطات.