أضاءت "شعلة السلم" التي انطلقت بعد ظهر يوم الخميس من تمنراست بمبادرة من الكشافة الإسلامية الجزائرية لتجوب عديد الولايات بشرق وغرب البلاد مساء الخميس مدينتي كل من سوق أهراسوعنابة. فبولاية سوق أهراس تم بهذه المناسبة المندرجة في إطار إحياء اليوم العالمي للسلم (21 سبتمبر) المتزامن هذه السنة 2010 مع سنة السلم والأمن في إفريقيا تنظيم مسيرة ضمت أساسا براعم الكشافة وعديد المواطنين وأعضاء الحركة الجمعوية وعدد من سلطات الولاية حيث جابت بعض الشوارع الرئيسية لطاغاست وكانت تتقدمها حاملة لشعلة مضيئة ترمز للسلم. واعتبر المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية في كلمة ألقاها بالمناسبة بأن هذه الشعلة " تعكس وعيا إفريقيا متناميا بضرورة القضاء على كل مظاهر النزاع و التوتر في هذه القارة وفي العالم". وأمام المشاركين في هذه المسيرة من سلطات محلية وممثل عن القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية أوضح محمد طارق ملوك بأن السلم والأمن يعد رغبة مشتركة للشعوب في جميع أنحاء العالم. وسار المشأركون في هذا الموكب الذي مر بعديد الشوارع الرئيسية لمدينة القديس سانت أوغسطين في جو احتفالي وسط أنغام الفرقة النحاسية للكشافة الإسلامية الجزائرية وفرق فلكلورية. يذكر أن برنامجا ثريا تم ضبطه لإحياء هذا اليوم بالتنسيق مع كل من وزارات الداخلية والجماعات المحلية والتربية الوطنية والشباب والرياضة والاتصال فضلا عن التلفزة الجزائرية والإذاعة الوطنية ووكالة الأنباء الجزائرية "وأج" والكشافة الإسلامية الجزائرية. ومن سوق أهراس انتقلت "شعلة السلم" نحو مدينة عنابة حيث شارك فيها 500 كشاف قبل أن ينضم إليها عدد من المواطنين وذلك ليلة الخميس وهي المسيرة المنظمة في إطار إحياء السنة الإفريقية للسلم والأمن بعد إعلان رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في قمة طرابلس (ليبيا) خلال أوت من العام 2009. وجرت هذه المسيرة التي قادها عضوان من القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية بعد تلك التي أقيمت بكل من تمنراست وسوق أهراس على مستوى ساحة الثورة بوسط مدينة عنابة حيث تم حمل "شعلة السلم" من طرف أفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين تلقوها من ممثلي الإتحاد الإفريقي وذلك بحضور السلطات الجزائرية. وترمي هذه التظاهرة أساسا إلى تبليغ رسالة السلام والأمن في القارة الإفريقية وتطلعات شعوبها في الاستقرار والتنمية حسبما أوضحه أحد قياديي الكشافة الإسلامية الجزائرية مشددا على ضرورة وحتمية تعزيز وتوطيد مكاسب سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وفك الصراعات التي تعاني منها القارة الإفريقية. وأشار عديد المتدخلين أمام المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" لعنابة إلى أهمية السلم والأمن في البلدان الإفريقية فيما ركز الأمين الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية سهيل بوراوي في هذا السياق على الأثر الإيجابي لمسار المصالحة الوطنية في الجزائر. وقد أشاد عديد المواطنين ومنهم شباب حضروا بقوة بمغزى هذه المبادرة التي من شأنها حسب البعض منهم- في الإسهام في تحقيق وتعزيز السلم والأمن في القارة الإفريقية التي تواجهها تحديات عدة في مختلف المجالات. وستكون "شعلة السلم" يوم غد الجمعة ضيفة قسنطينة ثم سطيف قبل أن تحط رحالها بكل من بجاية وتيزي وزو والبليدة والشلف ومستغانم ووهران وتلمسان والجزائر في 21 سبتمبر الجاري.