نشط الروائي والمترجم، محمد ساري، مساء يوم السبت لقاء بفضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري، محيي الدين بشطارزي، تطرق فيه إلى تجربته الإبداعية في الكتابة و موضوع النشر و المقرؤية وجملة أخرى من المسائل. محمد ساري أستاذ النقد وعلم الاجتماع بجامعة الجزائر يكتب باللغتين العربية والفرنسية و مترجم قال عن الأدب "انه لا يعرف الحدود فكل الخطوط متاحة". وأوضح "الكاتب الذي يكتب عن الإنسانية والإنسان" أن الأدب يتكلم على الحياة ويستلهم من الواقع والتراث وبالتالي لا يعرف القيود ولا يعترف بالرقابة الذاتية" مستندا في ذلك إلى مقولة الفيلسوف الكبير جون بول سارتر القائلة "الكتابة الأدبية اخذ الحرية كاملة". وأكد الروائي "أن كل لغة تفتخر بكبار كتابها وأدبائها" مشيرا إلى أن "إحياء أي لغة أو موتها يرجع إلى هؤلاء الكتاب ومستوى نصوصهم الفلسفية أو الأدبية المطبوعة والمنشورة". وبخصوص موضوع الأيديولوجية والحدود الجغرافية قال محمد ساري أن "الكاتب لا يخضع للضغوطات الأيديولوجية وبإمكانه ان يتجاوزها" مضيفا "بان الحدود مرتبطة بالخطاب وليس بالواقع". وعن موضوع النشر أكد الكاتب انه "لا يطرح بتاتا اليوم في الجزائر كما كان في السبعينات أو الثمانينات لان التكنولوجية حلت هذه المعضلة وقربت المسافات والأمكنة غير أن المشكل المطروح بإلحاح كما يضيف المتحدث، يكمن في المقرؤية و التراجع الذي تعيشه". واعتبر في هذا السياق أن "هناك الكثير من الكتاب وقليل من يقرأ وخاصة الكتاب المطبوع بالعربية". ولاحظ أن الاطلاع على التراث الادبي العالمي باللغة التي يفهمها الجيل وفي سن مبكرة "يخلق عنده تقاليد ويكرس لديه حب القراءة والاطلاع على غرار ما يجري الدول المتقدمة". ويرى محمد ساري انه "من المستحيل أن تشكل تقاليد القراءة وغرس حب الاطلاع عند هذا الجيل أو غيره عندما تفتقد المكتبات كتب في التراث الأدبي العالمي باللغة الوطنية". للكاتب محمد ساري عدة اصدارات بالغتين العربية والفرنسية منها رواية "على جبال الظهرة "(1982 ) "السفير" (1986 ) و "البطاقة السحرية" (1997) و"الورم" (2003) وكذا "الغيث" (2007).