تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة يوم الاثنين في حدوث فيضانات في بلدية بئر توتة (جنوب العاصمة) بحيث غمرت المياه السكنات الواقعة وسط المدينة و حي الكحلة في غياب تدخل ناجع للسلطات المحلية. ففي وسط المدينة أدت مياه الوادي القادم من أعالي خرايسية على العشرات من المساكن القريبة من مقر البلدية وغرق على اثرها السكان في المياه التي غمرت مساكنهم في غياب السلطات المحلية التي لم يظهر لها أثر و بقيت منافذ المنازل مغلقة باكوام الطين و النفايات أمام هؤلاء السكان الى غاية منتصف نهار يوم الثلاثاء. و من ناحيتهم طالب سكان حي علي بوحجة (الكحلة) ببلدية بئر توتة الذين تضررت منازلهم بمياه الفيضانات السلطات المحلية بتوسيع قنوات الصرف. و أمام هذه الوضعية دعت هذه العائلات القاطنة بمحاذاة وادي الكحلة الى الاسراع في اتخاذ الاجراءات العملية اللازمة لتفادي تكرار تسرب مياه الامطار الى سكناتهم مؤكدين انهم أمضوا ليلة امس في العراء محاولين بوسائل بدائية إنقاذ ممتلكاتهم من التلف. وأوضحت مجموعة من السكان الذين كانوا يقومون باخراج المياه من بيوتهم بواسطة الدلاء أن "شباب الحي هم اللذين قاموا ليلة امس بفتح البالوعات و تنقيتها من الحصى و الاوحال العالقة بها للتخلص من المياه التي غمرت كل السكنات و بلغت مستوى قدره نصف متر" مستنكرين غياب السلطات المحلية التي لم تمدهم بالامكانيات اللازمة في الوقت المناسب. وفي هذا السياق قال أحد شبان الحي أن أعوان الحماية المدنية عندما وصلوا الى الحي وجدوهم قد فتحوا أغطية البالوعات للتخلص من المياه الراكدة التي غمرت البيوت و اختلطت مع مياه الصرف. ومن جهته أكد شاب آخر تطوع لضخ المياه من البيوت بمضخته الخاصة أن "هذه الوضعية تتكرر في هذا الحي في كل مواسم الامطار " داعيا السلطات المعنية الى تعميق مجرى الوادي أو تغييره. وغير بعيد عن السكنات غمرت مياه الامطار أيضا المدرسة الابتدائية للحي و العيادة الطبية التي يستحيل الولوج اليها بسبب ارتفاع منسوب المياه التي حاصرت المدخلين. و أمام هذه الوضعية التي تتكرر مع قدوم موسم الامطار أكد رئيس بلدية بئر توتة السيد رابح جرود لواج أنه رغم المجهودات التي تقوم بها البلدية مع المصالح المختصة تحضيرا لموسم الشتاء " الا أن هذا المشكل يتكرر في كل سنة لكون بلدية بئر توتة تتوسط كل من وادي الخرايسية ووادي السحاولة و وادي الدويرة التي تصب في وادي الحكلة". وأضاف أن وادي الكحلة يعد "نقطة سوداء" في وسط بلدية بئر توتة لكونه يتسبب في عدة فيضانات نظرا للاتربة والاوحال التي تأتي من الوديان المجاورة و التي تتجاوز إزالتها كما أكد، إمكانيات البلدية.. ومن جهة أخرى أشار السيد جرود أن "سكان حي الكحلة لم يحترموا المعايير اللازمة لانجاز السكنات بمحاذاة الوديان".و أضاف نفس المسؤول أن هناك دراسة قيد الانجاز لايجاد "حل ناجع" لمشكل الفيضانات في أحياء بلدية بئر توتة ستأخذ في الحسبان المخطط الطوبوغرافي للمنطقة. وتجدر الاشارة الى ان سكان هذا الحي المقدرين بحولي 6 آلاف نسمة عرفوا في السنوات الأخيرة فيضانات جراء الاسباب ننفسها.