بحث المشاركون في منتدى اليونيسف الاقليمى للإعلام في شمال إفريقيا والشرق الوسط بالقاهرة يوم الخميس بالقاهرة كيفية تعزيز ونشر حقوق الأطفال من خلال الإعلام. واستعرض المنتدى الذي شارك فيه وفد إعلامي من الجزائر على مدى يومين عدد من تجارب في مجالات حماية الطفل وقضاء الأحداث والعنف والاعتداء وعمالة الأطفال وغيرها. و أشار فيصل عولمي مكلف بالاتصال والشراكة لمنظمة اليونيسيف بالجزائر في تصريح لواج أن المنتدى قد أثار مواضيع جد هامة حيث ركز على ضرورة تغيير السلوك تجاه الأطفال. كما طرحت جلسات المنتدى تساؤلات عديدة عن مكانة الطفل الإعلام وكيف يتم تناول المواضيع المتعلقة بالطفل مع استعراض تجارب نموذجية لعدة دول عربية. وأوضح أن الوفد الجزائري المشارك في هذه الفعالية متكون من عدد من ممثلي الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة والهدف من ذلك هو السعي إلى خلق شراكة بين اليونيسيف والإعلام في مجال حقوق الطفل نظرا لما للإعلام من دور تنموي يمكنه من الإسهام بفعالية في مساعدة المجتمع على معالجة مشاكل هذه الشريحة في مقدمتها ضمان حقوقها من خلال رفع الوعي وتشجيع السلوك الايجابي . وقال أن اليونيسيف حريصة على البحث مع الإعلاميين تناول المشكلة بصورة صحيحة حتى لا تأتي مجهوداتهم بأثر عكسي يحض على العنف. ومن جهته ثمن المخرج جعفر قاسم هذه الخطوة واعتبر مشاركته في المنتدى لأول مرة تجربة هامة بالنسبة له ولمساره المهني . وقال انه كمخرج يفضل الأسلوب الكوميدي في أعماله لأنها الأنسب حسبه لتمرير الرسالة و تكون نتائجها ابلغ . وأضاف انه كان ولازال يهتم بقضايا المجتمع وخاصة الطفل ومشاكله وحقوقه باعتباره رجل الغد لذا تضمنت معظم انتاجاته أوضاع الأسرة و المجتمع مثل ما هو في سيت كوم "جمعي فاملي" حيث يتطرق إلى كيفية تسير الحوار بين الطفل وعائلته. وقال أن استعمال الكوميديا يسمح بطرح الإشكالية بموضوعية و ليس إعطاء الدروس للمشاهد الذي بمكانه إدراك الرسالة بدون ضغط . وقال انه لا يجب الاهتمام فقط بالطفل في المدن الكبرى بل الذهاب إلى الجزائر العميقة و الاقتراب من قضايا الأسر و الأطفال في المدن الصغيرة والأرياف تكثيف الاتصال بهم والتحاور معهم مباشرة وإبلاغهم الرسالة والتي سيبلغونها بدورهم إلى العائلة. وقال أن تلك اللحظات التي يعيشها الطفل مع سينمائيين أو ممثلين أو رياضيين وغيرهم تبقى حدثا هاما في حياته وذكريات راسخة في ذهنه . وكان المدير الاقليمى للإعلام باليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبد الرحمن الغندور قد أكد في كلمته أن 90 في المائة من الأطفال في المنطقة يعانون من العنف الجسدي معتبرا انه "رقما هائلا". وأضاف أن فكرة المنتدى بدأت منذ خمسة أعوام على أساس خلق "شبكة" بين ليونيسيف والإعلام تعمل في مجال حقوق الطفل ويتم سنويا اختيار موضوع يتعلق بحقوق الطفل لمحاولة حمايته والترويج لها في المنطقة. وكان المشاركون في المنتدى قد تطرقوا إلى ظاهرة زواج القاصرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأكدوا على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل محاربتها من خلال إصدار قانون إلزامي لتجريم هذا الزواج. وأوضح المشاركون أيضا الفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية بالإضافة إلى تراجع القيم الاجتماعية تعد جميعها الأسباب الأساسية لظاهرة الزواج المبكر واصفين إياها بمثابة "الاغتصاب المقنن" الذي يفتقد إلى أسس الزواج السليم . وقبل الإعلان عن الفائزين بالجوائز إلاقليمية للإعلام حول حقوق الطفل المقدمة من منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) مساء اليوم الخميس تم عرض فيلم وثائقي حول "حقوق الطفل" أعدته اليونيسيف بمشاركة فنانين من جميع أنحاء الدول العربية ليدعوا إلى ضرورة حماية الطفل وضمان كافة حقوقه . وأعلن المنتدى في نهاية أعماله عن موضوع الجائزة للعام المقبل وهو "العنف ضد الأطفال" و الي سيكون محور النقاش .