تنطلق اليوم بالجزائر أشغال المنتدى الدولي الأول حول الإرهاب الذي تنظمه الجمعية الوطنية لضحايا الإرهاب، بمساهمة عدة مؤسسات وطنية ويحضره خبراء دوليون من منظمة الأممالمتحدة، ويهدف إلى البحث عن الطرق الناجعة للتحسيس بخطورة هذه الآفة العابرة للأوطان· وحسب الجهات المنظمة للمنتدى، فإن هذا الأخير سيتناول على مدار يومين بحث إمكانية إعطاء دفع قوي لدور الحركة الجمعوية الوطنية والدولية في مكافحة ظاهرة الإرهاب الخطيرة ومناقشة السبل الكفيلة بإشراك المجتمع المدني في تسطير استراتيجية دولية مشتركة لمكافحتها· كما يهدف اللقاء الذي يعرف مشاركة خبراء وجمعيات من مصر وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى من قارة إفريقيا وباكستان، إلى البحث عن طرق مكافحة الآفة من خلال تحسيس وتوعية الرأي العام بخطورتها وعواقبها الوخيمة التي تهدد كل المجتمعات· وقد تعمدت الجهات المنظمة اختيار تاريخ 22 مارس لعقد الملتقى، على اعتبار أنه يصادف تاريخ تنظيم المسيرة السلمية التي كان قد دعا إليها المرحوم عبد الحق بن حمودة الأمين العام السابق للإتحاد العام للعمال الجزائريين يوم 22 مارس 1994 للتنديد بالإرهاب· في حين تبرز أهمية تنظيم هذا المنتدى بالجزائر، بالنظر لتجربتها الرائدة في مجال مكافحة هذه الآفة الخطيرة، في ظل العزلة الدولية التي عانتها خلال فترة التسعينيات، وسيتم التطرق بالمناسبة إلى نتائج تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وفضله في عودة السلم والإستقرار إلى ربوع الوطن· كما لم يغفل منظمو المنتدى الإشارة إلى الأشكال الجديدة التي أصبحت تتخذها هذه الظاهرة المقيتة، على غرار العمليات الانتحارية واستغلال الشبكات الإرهابية للأطفال والشباب لتنفيذ أعمالها الشيطانية، في إبراز أهمية هذا اللقاء الذي يعرف مشاركة دول عانت هي الأخرى من آفة الإرهاب الأعمى· ويرتقب أن تتناول مداخلات الخبراء خلال هذا المنتدى الآثار السلبية للإرهاب على الاقتصاد والمجتمع، والمشاكل الإجتماعية والإقتصادية المترتبة عن الظاهرة، علاوة على أهمية إشراك المجتمع المدني في مكافحة الآفة وكذا دور الإعلام في التحسيس بخطورتها· كما تتعرض النقاشات لموضوع الصدمات النفسية الناجمة عن ظاهرة الإرهاب وكيفية معالجتها وأهمية تسطير استراتيجية دولية مشتركة لمكافحة الإرهاب· كما يرتقب أن يخرج المشاركون في المنتدى بجملة من التوصيات، التي من شأنها إعطاء دفع جديد لنشاط الحركة الجمعوية في مكافحة هذه الظاهرة على المستويين الوطني والدولي· للإشارة فإن هذا المنتدى يتزامن مع احتضان الجزائر لاجتماع الدورة الثالثة لفوج العمل الثنائي للتعاون الجزائري الروسي في مجال مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية، والذي يعتبر بمثابة آلية لتنظيم الحوار والتشاور بين البلدين حول مجمل المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي والسعي من أجل تعزيز تعاونهما في هذا الميدان من خلال معالجة منتظمة ومدمجة لمجمل أبعاد هذا التعاون· وقد تحدثت مصادر من محيط هذا الاجتماع أن الجزائر بصدد الإعداد مجموعة من المقترحات، من أجل عرضها على أشغال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن تواجد وفد الخبراء الروسي بالجزائر يهدف إلى الاستماع لوجهة النظر الجزائرية بخصوص التعديلات التي ينبغي إدراجها في الاتفاقية الأممية لمكافحة الإرهاب في إطار الجهود الدولية لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود، وذلك بالنظر لتجربتها في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة في منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي· وقد ظلت الجزائر تنادي بالإسراع إلى إبرام اتفاقية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب الدولي من خلال استراتيجية شاملة ومتضامنة وفعّالة، داعية في البداية إلى تحديد مفهومه لاجتناب الخلط بين هذه الآفة اللعينة وحقوق الشعوب المشروعة في الكفاح التحريري وفصل الظاهرة عن أي فضاء حضاري أو جغرافي أو ديني·