أكد المشاركون في القافلة العلمية الثقافية الثانية لوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف التي حطت رحالها يوم الأربعاء بولاية سطيف على الإنصات إلى الذاكرة التاريخية التي تميزت بالدفاع عن ثوابت الأمة و مقاومة الاحتلال و الظلم. وألح متدخلون بمناسبة هذه القافلة العلمية التي احتضنت نشاطاتها قاعة "الأفراح" بحديقة التسلية ببلدية سطيف بحضور أئمة و طلبة و أساتذة و باحثين على أهمية فهم دور الإسلام في تطوير الثقافات والتراث المحلي مشيرين إلى أن السكان الأصليين دافعوا عن الإسلام و نشروه في المغرب العربي و إفريقيا. وتهدف هذه القافلة العلمية -حسب مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف بومدين بوزيد لوأج على هامش فعاليات هذه التظاهرة- إلى "إتاحة فرصة اللقاء بين باحثين أئمة من أجل التوصل إلى خطاب مسجدي متطور و ذي بعد وطني يدافع عن هويتنا الجزائرية". ومن جهتهم ذكر بعض المتدخلين ببعد الوطنية في خطاب الحركة الإصلاحية إلى جانب تطرق باحثين مشاركين في هذه التظاهرة إلى تاريخ الجزائر المتميز بالتسامح وقبول رأي الآخر معتبرين في هذا السياق أن الوطنية "ليست شعارا أو أغاني تحفظ و لكنها الدفاع عن وحدتنا و هويتنا". وأضاف المتدخلون بالمناسبة أن الشيخ البشير الإبراهيمي كان يركز في مقالاته بمجلة "البصائر" على ثراء الهوية الوطنية و دافع عن اللغة العربية باجتهاداته اللغوية المتميزة و ما زال يعتبر مرجعا لغويا في العالم العربي. كما تم تناول مفهوم الوطن في القرآن الكريم و السنة النبوية و كذا تاريخ المقاومة الشعبية و الثورة المسلحة التي كان أسمنتها الدين الإسلامي. ومن جهتها تطرقت الأستاذة كريمة عرارة إلى دور علماء الجزائر في منطقة سطيف و الشرق الجزائري في إذكاء روح المقاومة في القرن 19 و في الحركة الوطنية على اعتبار "أن سطيف شكلت تمازج تاريخي متميز بين الوطنية والإسلام فكانت المعرفة الدينية واللغوية والتاريخية سلاحا مقاوما ضد الاستعمار والتخلف". وتمحور النقاش خلال هذه التظاهرة العلمية حول جوانب ذات الصلة بالإسلام و الوطنية حيث اعتبر متدخلون أن كلا منهما يكمل الآخر أو هما وجهان لعملة واحدة مبرزين أن منطقة سطيف تميزت بثقافة حب الوطن. واستنادا لمنظمي هذه التظاهرة فإن هذه القافلة تتضمن رسالة موجهة للشباب الجزائري لكي يتمسك بأصالته و بناء المستقبل بالارتكاز على الإسلام الحنيف و حب الوطن. ويذكر أن نشاطا مماثلا أقيم اليوم الأربعاء كذلك بولاية برج بوعريريج على أن تحط هذه القافلة رحالها غدا الخميس بولايتي قسنطينة و ميلة.