تسعى، الحكومة الإسبانية، جاهدة لإنهاء أزمة رهائنها الثلاث المختطفين من قبل تنظيم ما يدعى ب ''قاعدة المغرب الإسلامي'' غير أن سبل الإتفاق لا تزال غامضة وسط تسرب معلومات نقلتها صحيفة ''الموندو'' الإسبانية اليمينية، مفادها أن حكومة الرئيس خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو تكون قد دفعت 5 ملايين دولار للتنظيم الإرهابي من أجل تحرير الرهائن· وذكرت، الصحيفة، أن مفاوضات كانت قد جرت نهاية شهر جانفي الماضي بين الحكومة الإسبانية روسطاء التوارق في شمال مالي من أجل تحرير الرهائن الإسبان·· وأن إطلاق سراحهم قد يتم في أية لحظة بعدما تم دفع نحو 5 ملايين دولار كفدية لتنظيم ''قاعدة في المغرب الإسلامي'' الذي طالب، نهاية شهر ديسمبر الماضي، بفدية لم يكشف عنها مقابل تحرير الرهائن الثلاثة بينهم إمراة ورجلين تم اختطافهم يوم 29 نوفمبر بالعاصمة الموريتانية نواقشوط حيث كانوا ضمن قافلة تضامن إنساني كتالانية من المغرب إلى السينيغال· وكانت الحكومة الإسبانية قد عبرت على لسان وزير خارجيتها ميجال أنخيل موراتينوس عن انضمامها إلى مبادرة الجزائر لقطع كل الطرق أمام تمويل الجماعات الإرهابية عن طريق الفدية، وحتى لا تستخدم هذه الأموال في تسليح الجماعات الإرهابية وتمويل نشاطهم في المنطقة ·· غير أنه يبدو أن صدق خبر صحيفة ''الموندو'' بخصوص تراجع حكومة ثاباتيرو في موقفها ودفعها فدية مقابل تحرير رهائنها الثلاث لدى التنظيم الإرهابي الذي طالب إسبانيا إلى حد الساعة بفدية فقط، حيث لم يرفع مطلب إطلاق سراح عناصر إرهابية متواجدة في السجون ·· كما حدث مع الرعية الفرنسي غاميتي الذي اشترطت الجماعة الإرهابية مقابل إطلاق سراحه تدخل فرنسا للضغط على رئيس مالي من أجل إطلاق سراح أربعة إرهابيين متواجدين بسجون مالية، وقد ألغى التنظيم الإرهابي المهلة الممنوحة للحكومة الفرنسية لإغتيال الرعية التي كانت مقررة قبل يومين بعدما تمت محاكمة الإرهابين الأربعة بشكل ماراطوني وتمت تبرئتهم بشكل غير مباشر من الأعمال الإرهابية· لكن مصير الرعية البريطاني إيدوين ديير كان القتل على يد التنظيم الإرهابي بعدما رفضت حكومة غوردين براون دفع فدية مالية لتحريره ·· وربما هذا ما يجعل الحكومة الإسبانية تخشى على مصير رعاياها الثلاث في حالة عدم دفع الفدية ·· في الوقت الذي أكد جهاز المخابرات الإسباني، نهاية شهر جانفي، بناء على شريط فيديو، أن الرعايا الإسبان يتواجدون بخير، ورغم ذلك فالحكومة الإسبانية طلبت التريث والتحفظ على خطة تحرير الرعايا بالتعاون مع جهاز المخابرات الفرنسي الذي يعرف بنشاطه الواسع في مالي وموريتانيا· وفي حالة تأكد خبر دفع 5 ملايين أورو كفدية، فإن حكومة ثاباتيرو قد تواجه إنتقادات شديدة من دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر، بناء على الإتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في القمة الجزائرية الإسبانية المنعقدة شهر جانفي الماضي بمدريد، والتي طرحت خلالها مسألة توسيع مبادرة الجزائر على الصعيد الدولي لمقاطعة سياسة دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية من أجل قطع طرق تمويلها ·· ضف إلى ذلك، فإن أحزاب المعارضة الإسبانية وعلى رأسها حزب الشعب اليميني يطالب الحكومة برفض دفع الفدية ومقاطعتها والكشف عن تفاصيل المفاوضات أمام البرلمان ·· وقد واجهت حكومة الحزب الإشتراكي زوبعة من الإنتقادات الإعلامية والسياسية، العام الماضي، عندما تم دفع فدية لتحرير 34 بحارا إسبانيا تم اختطافهم بالقرب من الشواطىء الصومالية من قبل القراصنة ·· غير أن الأمر أمام جماعة ''تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي'' قد يختلف في طبيعته المعقدة بناء على مسلسل اختطاف رهائن أوروبيين سابقا إنتهى بالإغتيال.