كشفت مصادر مطلعة ل ''الجزائر نيوز'' أن قائد ما يسمى بإمارة الصحراء لتنظيم القاعة يحيى جوادي المدعو ''أبو عمار'' يكون قد دخل في هدنة مع السلطات، وقد تم الانتهاء من المفاوضات التي قادها شيخ قبيلة معروفة بمنطقة ''كولتا'' بمالي، وهو أحد أبرز أصدقاء ''الحاج بتو'' الذي لعب دورا هاما أيضا في التقريب بين بلمختار والسلطات الجزائرية· وأفادت مصادرنا أن يحيى جوادي الذي دخل في مفاوضات مع السلطات منذ شهر جويلية الماضي، قد ربط اتصالات أولية بشقيقته التي تنقلت من مدينة تيارت إلى تمنراست، حيث قضت حوالي أسبوع تقود وساطة مع شقيقها، لكن المفاوضات لم تصل إلى أي حل، إلى غاية إسناد المهمة لشيخ القبيلة المعروف بالمنطقة الذي تمكن من إقناع جوادي بالتخلي عن السلاح، ويقيم جوادي حاليا بمنطقة تعرف ب ''صاليت'' تقع بين الحدود الجزائرية والمالية، ويسعى المفاوضون إلى إقناع عدد أكبر من المسلحين الذين ينشطون ضمن فرع الصحراء لتنظيم القاعدة بالالتحاق بمسعى المصالحة والانضمام إلى صفوف قائدهم يحيى جوادي· تسجيل صوتي لما يسمى بأمير مجلس الأعيان يشير إلى نزيف في صفوف الجماعة السلفية· في نفس الإطار، أفادت مصادرنا أن قيادة التنظيم الإرهابي المسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال أو كما يسمى حاليا بتنظيم القاعدة تعيش حالة استنفار قصوى بعد علمها بقرار جوادي التخلي عن عمل السلاح، وهو ما يترجمه التسجيل الصوتي الأخير للتنظيم الإرهابي نشرته مؤسسة الأندلس ''الذراع الإعلامي لما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ويتضمن التسجيل الصوتي كلمة للمدعو أبو عبيدة يوسف، بعنوان ''خطاب إلى شعوب وحكام دول الساحل وجنوب الصحراء''· الإصدار يوضح فيه أمير مجلس أعيان التنظيم، أبو عبيدة يوسف، استراتيجية الجماعة الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء··· وفي هذا يقول المدعو أبو عبيدة يوسف ''لقد كنا في القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي نتحاشى الكلام في شؤون البلدان المجاورة لنا، ولما رأينا أمريكا لا تزال مصرة على مشروعها الاستعماري ''أفريكوم''، ورأينا فرنسا تتدخل في المنطقة كل يوم أكثر فأكثر بخطة سموها مبادرة دول الساحل العسكرية لمناهضة الإرهاب''، صار لا يسعنا السكوت، وتعيّن علينا مخاطبة قبائل وشعوب هذه الدول المجاورة لنا بنصحهم وإرشادهم تبرئة للذمة وقطعا لكل عذر''· ويقول أبو عبيدة أيضا بأن ''القاعدة في المغرب الإسلامي'' لم يكن من أهدافها جر دول الساحل إلى ''ساحة المعركة'' بل كان ''جل نشاطنا في تلك الدول استهداف الصليبيين ومصالحهم، وقد كنا حريصين كل الحرص على أن لا نبدأ أحدا بظلم، وحتى الحوادث المعدودة والمحدودة التي وقعت في هذه الدول ضد جيوشها النظامية إنما كنا فيها في حالة دفاع عن النفس''· البحث عن إدماج إرهابيين جدد من دول الساحل بسبب النزيف يتأكد من خلال التسجيل الصوتي الجديد أن التنظيم الإرهابي يريد استعطاف وإدماج إرهابيين جدد من دول أخرى بعد النزيف الحاد الذي تعانيه في الجزائر، إذ يوجه المدعو أبو عبيدة ''فيا أحبابنا في موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد والسينغال وبوركينافاسو ونيجيريا وسائر البلدان الإفريقية عليكم معرفة أن إفريقيا لم تبلغ ذروة المجد والقوة والحضارة، ولم تشهد قمة الأمن والاستقرار إلا تحت راية الإسلام وفي ظل دولة القرآن، وفي المقابل لم تعرف إفريقيا ذورة الرق والاستعباد والهوان إلا حين تدفق عليها الصليبيون من أوربا والأمريكان واحتلوا أرض آبائكم وأجدادكم واستباحوا دماءهم وأعراضهم وأموالهم وساموهم سوء العذاب''·