قال عبد الحق لعيايدة، أول أمير لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة"الجيا"، الذي استفاد من العفو في إطار تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بعد الحكم عليه بالإعدام، إن مختار بلمختار المعروف ب"الأعور" و"خالد أبو العباس"، كان قد اتصل به هاتفيا عندما تعثرت المفاوضات الجارية مع السلطات الجزائرية لتسليم نفسه. وكشف لعيايدة في تصريح ل"الشروق اليومي" في اتصال هاتفي السبت، لتأكيد معلومات متوفرة حول اتصال أمير المنطقة التاسعة في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا به، إن بلمختار هاتفه فعلا "وتحدثنا عن أمور عامة وكان يريد لقائي"، لكنه لم يعاود الاتصال به بعدها لتحديد الموعد، بل من اتصل به هو الحاج بتو أحد أبرز أعيان الجنوب الجزائري الذي يتمتع بالنفوذ والمال في الصحراء، والتقاه منذ أسابيع في بيته ودعاه لحفل زفاف أولاده، "لكني لم أحضر الحفل وأحاول منذ الأسبوع الماضي الاتصال به هاتفيا دون جدوى".وأضاف أنه لا يملك معلومات رسمية حول وضع بلمختار بعد أن تحدثت مصادر محلية عن نزوله.ولم يعط لعيايدة تفاصيل إضافية عن فحوى وخلفية اتصال بلمختار هاتفيا به، لكن بعض المتتبعين علقوا على ذلك بالقول إن "بلمختار دخل مرحلة البحث عن وسيط من التيار الإسلامي"، ولا يوجد حاليا، أحسن من عبد الحق لعيايدة على خلفية أنه عاش تجربة مماثلة واستفاد من العفو في إطار ميثاق السلم والمصالحة، إضافة إلى اعتدال مواقف الرجل، وقد يندرج تحرك الحاج بتو في هذا السياق على خلفية أن مرحلته في طريق النهاية بعد ربط الاتصال الأولي بين بلمختار والسلطات لتبليغ كل طرف بالشروط والمطالب.وقالت أمس، مصادر قريبة من محيط المفاوضين مع بلمختار وجماعته، التي تضم حوالي 13 ناشطا، يرافقونه ومازالوا يحتفظون بأسلحتهم، إن المفاوضات لاتزال جارية "وتسير في الاتجاه الإيجابي"، وكانت "الشروق اليومي" قد انفردت بنشر خبر استئناف المفاوضات بين وسطاء وبلمختار بداية الأسبوع الماضي.إلى ذلك، تؤكد هذه المعطيات، برأي مراقبين، أن المفاوضات التي لاتزال جارية مع بلمختار قد دخلت المرحلة الحاسمة، التي ستدرس بقية التفاصيل، أهمها شكل العفو القانوني الذي سيستفيد منه بلمختار، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه في المرحلة المقبلة، بمحاولة إقناع أتباع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذين لايزالون موالين له أو على اتصال به لوقف نشاطهم، إضافة إلى الضمانات التي يمكن أن يستفيد منها.جدير بالذكر أن بلمختار مختار، كان قد اتصل حديثا بحسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية" الأمير الوطني السابق للتنظيم الذي سلم نفسه في رمضان العام الماضي، للسلطات ولم تتسرب أي معلومات بشأن الاتصال، وأكدت أوساط قريبة منهما أن بلمختار يعد من أقرب المقربين من حسان حطاب والمؤيدين لإمرته "للجماعة السلفية"، حيث قال صراحة في اجتماع تأسيس التنظيم وتعيين عبد المجيد ديشو أميرا وطنيا" لقد فاجأتموني، كنا ننتظر تعيين الأخ حسان حطاب أبو حمزة"، وأعلن "خالد أبو العباس" انسحابه من "الجماعة السلفية" بعد انسحاب حطاب، وأعلن وقف النشاط المسلح ودخل في هدنة غير معلنة قبل أن يقرر الدخول في مفاوضات للاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.