حقّقت قوات الجيش التي تلاحق نشطاء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الساحل والصحراء، عملية نوعية بمحاصرة أمير كتيبة الصحراء و الساحل التي يمتد نشاطها إلى شمال مالي والنيجر وموريتانيا، خاصة وأنها توصلت إلى رصد تحركات يحيى جوادي بناء على معلومات دقيقة. وتكون قد تمكنت مبدئيا من شل نشاط هذه الكتيبة، في الوقت التي تتوفر معلومات عن التخطيط، لتهريب شحنة جديدة من السلاح والمواد المتفجرة إلى معاقل الإرهاب بمنطقة الوسط، بعد إحباط مصالح الأمن لحوالي 3 عمليات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. كما تتزامن العملية العسكرية الواسعة مع مفاوضات جارية مع حكومات الرهائن، كان يقودها يحيى جوادي للإفراج عنهم. ويشير متتبعون للشأن الأمني؛ أن مصير الرهائن المحتجزين شمال مالي، يتوقف على مصير يحيى جوادي ( يحيى أبو عمار )، أمير الساحل في التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة و القتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، الذي يوجد تحت الحصار رفقة اثنين من أبرز مساعديه. ويستند هؤلاء إلى دور يحيى جوادي "الأساسي"، في معادلة اختطافات السياح و الدبلوماسيين الأجانب وقيادته المفاوضات، إلى غاية الحصول على فدية تكون غالبا كبيرة بالعملة الصعبة، ويحرص مقابل ذلك على حسن التكفل بالرهائن. كما يتمتع جوادي بحسب مقربيه، بالذكاء في تسيير المفاوضات مع حكومات الرهائن عكس عبد الحميد أبو زيد السوفي أمير كتيبة "طارق بن زياد"، الذي يعرف عنه التشدد والتطرف والتسرع أيضا. لكن أوساط متتبعة؛ لا تستبعد زحف نشطاء كتيبة "الصحراء" باتجاه مناطق أخرى "آمنة"، خوفا من تحديد مخابئهم رصد تحركاتهم، في حال توقيف "أبو عمار" أو أحد أتباعه، كما تكرس هذه العملية وجود اختراق وتسرب معلومات دقيقة إلى مصالح الأمن حول تحركات أمير الساحل وأقرب مساعديه. ويكون حصار جوادي قد أربك كتيبة الصحراء وقيادة التنظيم الإرهابي، على خلفية أنه "لم يكن متوقعا"، وجرى في الوقت الذي تتردد معلومات عن تزامن الحصار مع تحركات للتفاوض بشأن شحنة من السلاح والمتفجرات، في انتظار الحصول على أموال الفدية مقابل الإفراج عن الرهائن الإيطاليين والإسبان، الذين عرفت المفاوضات مع حكوماتهم تقدما، حسب تصريحات عديدة للوسيط المالي. ويكون المسؤولون الغربيون الذين باشروا مفاوضات مع الخاطفين، قد فقدوا مفاوضا أساسيا وخبيرا، خاصة وأن يحيى جوادي، سبق له التفاوض مع الحكومة النمساوية مقابل تحرير الرهينتين مقابل مبلغ هام بالعملة الصعبة. وتذهب قراءات لتمديد المهلة لتصفية الرهينة الفرنسي في اتجاه الإرتدادات الأولى لمحاصرة أمير الساحل وكتيبة الصحراء، حيث لم يتم تحديد تاريخ انقضاء المهلة الثانية وتم التركيز على "الإفراج السريع عن المعتقلين الأربعة المحتجزين في مالي " دون الفدية، حسبما نقله الوسيط في المفاوضات للحكومة المالية. قد يكون عبد الحميد أبو زيد السوفي أمير كتيبة "طارق بن زياد" الذي يحتجز الرهائن، قد حاول ربح الوقت، على خلفية أن المفاوضات تتوقف على مصير يحيى جوادي إضافة إلى "تركيزه" على إطلاق سراح السجناء الأربعة الذين يبدو أنهم نواة شبكة الدعم اللوجيستيكي بمنطقة الساحل، الذين يتم الرهان عليهم لتفعيل النشاط الإرهابي الذي عرف تراجعا لافتا، بعد انسحاب "كتيبة الملثمين "، التي يزعمها مختار بلمختار ( خالد أبو العباس)، المعروف ب"الأعور" الذي يوجد في هدنة غير معلنة.