أعلنت، ليلة أول أمس، السيدة ياحي زاهية، ممثلة وزيرة الثقافة خليدة تومي، عن الافتتاح الرسمي للطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو بحضور شخصيات سينمائية وفنية، وطنية وعربية وأوروبية، معروفة على الساحة الفنية عالميا، وحضرت كذلك حفل الافتتاح شخصيات سياسية ومسؤولين محليين، فضلا عن الجمهور الغفير الذي لم يكن متوقعا· افتتحت هذه السهرة الفنية البهيجة الفرقة الصوتية المسماة ''أفزيم'' من قرية آيث خرشة من بلدية تادميت، والتي قدمت، وبامتياز، السمفونية التاسعة للموسيقار بيتهوفن، بعدها ألقى كل من مدير الثقاقة لولاية تيزي وزو، ولد علي الهادي، ومحافظ المهرجان سي الهاشمي عصاد ووالي الولاية حسين معزوز، كلمات الترحيب على المشاركين ولجنة التحكيم والأجانب والحضور، وبصفة خاصة الترحيب بضيف الشرف لهذا المهرجان وفد رومانيا، ليتم فيما بعد افتتاح المهرجان السينمائي بعرض فيلم وثائقي بعنوان ''مولود فرعون'' للمخرج الجزائري علي موزاوي، مدته 52 دقيقة، حيث فضّل مسؤولو مهرجان الفيلم الأمازيغي برمجة هذا الفيلم الوثائقي في يوم الافتتاح تخليدا لروح الكاتب الراحل مولود فرعون الذي اغتيل من طرف ''كوموندو'' المنظمة الخاصة يوم 15 مارس .1692 وقد نجح المخرج علي موزاوي من خلال هذا الفيلم في إظهار كل كبيرة وصغيرة من حياة وشخصية الكاتب مولود فرعون، حيث بدأ بطفولته وحبه الكبير للعلم والدراسة، ووقف على نجاحاته الدراسية في المدرسة الفرنسية، كما أظهر المعاناة التي عاشها مولود فرعون في صغره بسبب الحياة المؤثرة نظرا للوضعية الاجتماعية لعائلته التي عجزت حتى عن تدريسه، ما دفع بوالده إلى اقتراض المال لأجل أن يحقق حلم ابنه، لكن المشاكل عادت من جديد بعدما حرمته السلطات الفرنسية من المنحة الدراسية، واعتمد المخرج بصفة أكثر من خلال الفيلم على إظهار أن الكاتب مولود فرعون مولع بالمطالعة والكتابة منذ الصغر، وأن العلم جذر في إنسانيته العميقة، وأنه كاتب موهوب لقناعاته الشجاعة، ما جعله يتجاوز كل الصعاب والعراقيل الاجتماعية والسياسية السائدة في حقبة الاستعمار الفرنسي، حيث أصبح يتنقل وهو في مقتبل العمر بين قريته ثيزي هيبال ومدينة تيزي وزو، وسمح له انتقاله إلى بوزريعة بالعاصمة سنة 1932 لمواصلة الدراسة في المدرسية الفرنسية العادية، لأن يصبح أستاذا ومعلما· ورغم بُعده عن مسقط رأسه، إلا أنه لم ينس يوما أصوله وعادته بل ظل يزور قريته بصفة مستمرة، وكشف هذا الفيلم الوثائقي أن فرعون يكنّ حبا كبيرا لوطنه ولم يغادره بالرغم من الضغوطات التي عايشها، حيث قام بين فترة 1933 و1944 بتأليف كتاب ''ابن الفقير'' التي ينقل فيها المعاناة التي يعيشها الطفل الجزائري في ظل الحرب العالمية الأولى والأمراض القاتلة والمتفشية، ليعود في 1950 إلى منطقة القبائل، وبالضبط إلى الأربعاء نآث إيراثن، كمدرس، وواصل كتابته المؤثرة حيث ألف كتاب ''الأرض والدم'' سنة ,1954 لكن في 1975 غادر من جديد الأربعاء نآث إيراثن لدواعي أمنية بعدما أصبحت كتابته تفضح الوضع الاستعماري المأسوي· وقد نجح المخرج علي موزاوي، وبشهادة الجميع، في اختيار البيئة القبائلية التي صوّر فيها الفيلم، والتي ولد وترعرع فيها مولود فرعون، فضلا عن الألبسة القبائلية التقليدية والموسيقى المؤثرة، التي تعبّر عن المعاناة والمآسي والتحدي في آن واحد· وقد رشح المتتبعون للسينما فيلم ''مولود فرعون'' للفوز ب ''الزيتونة الذهبية'' من بين 5 أفلام وثائقية متنافسة·