اختتمت ليلة أمس فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان الوطن للفيلم الأمازيغي الذي احتضنته عاصمة جرجرة على مدار ستة أيام كاملة ،ابتداء من 15 مارس الجاري إلى غاية 20 من نفس الشهر هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي نظمت تحت إشراف معالي وزيرة الثقافة خليدة تومي و تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وبمساهمة والي ولاية تيزي وزو السيد حسين معزوز قد تمكنت المشرفون على تنظيم هذه التظاهرة من تقديم المنتوج السينمائي الوطني الدولي وتقديم صورة واضحة تعكس كل الأشكال التعبيرية والوطنية بكامل تنوعها وتراثها كما أن مثل هذه التظاهرات تعتبر خطوة فعالة في تكوين المخرجين السينمائيين باللغة الأمازيغية الذين يعكفون على ترقية وتوظيف أعمالهم ؟ خاص ومتميز ، يسمح للثقافة الأمازيغية برد الاعتبار لها بعدما كانت اللقاءات المخصصة حول هذا الموضوع بصفة محتشمة ولم تحظ في السابق بشغف كبير من طرف الجمهور كما أن مهرجان الفيلم الأمازيغي الذي احتضنته ولاية تيزي وزو كان فرصة كبيرة وموعدا مهما بالنسبة للسينمائيين الجزائيين والأجانب الذين اكتشفوا التنوع الثقافي ومختلف التعابير السينماطوغرافية الأمازيغية بالجزائر غيرها من البلديات وكذا الناطقة بلغات أخرى ، كما كان المهرجان فرصة لإعطاء صورة من بلدنا والتعريف بها خدمة للأمازيغية مع تشجيع التبادلات الثقافية وترقية السينما الجزائرية باللغة الأمازيغية مع تشجيع الإبداع الفني لهذه اللغة قد حظي المهرجان بمشاركة عدة مخرجين سينمائيين أجانب نذكر منهم سيد جبريل مخرج فرنسي ، وغيرهم ولعل ما زاد إثراء لهذه التظاهرة هو تقديم العرض الاول لفيلم حول الكاتب الجزائري الغني عن كل تعريف الراحل مولود فرعون هذا الفيلم الوثائقي الذي أخرجه المخرج السينمائي علي مواوي ذكر سكان منطقة القبائل باحد ابنائها الذي تزامنت هذه التظاهرة مع الذكرى ال 48 لرحيله حيث ولد يوم ال 18 مارس سنة 1913 بقرية تيزي هديل ببلدية بني دوالة بولاية تيزي وزو وعاش طفولة هادئة بين أحضان أسرة فقيرة أجبرت الوالد على الهجرة عدة مرات بحثا عن العمل لكن هذا الفقر لم يحرم مولود فرعون من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية بثاورمرث موسى المجاورة أين كان يقطع مسافات طويلة يوميا في ظروف صعبة تحدى فيها الطبيعة بمثابرته واجتهاده وصراعه مع واقعه تحت يد الاستعمار الغاشم ورغم ذلك استطاع التغلب على كل الحواجز مما جعله يظفر بمنحة دراسة بتيزي وزو أين تخرج واندفع للعمل فاشتغل معلما بتيزي وزو قبيل سنة 1945 ثم انتقل إلى قرية ثوريرث موسى سنة 1946 وعين سنة 1952 في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن بعدها مديرا بمدرسة بالعاصمة وسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري يوم 18 مارس سنة 1962.