في الذكرى الثامنة لمعركة مخيم جنين الأسطورية، يستذكر العالم العربي والإسلامي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، أحداث الجريمة التي ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني ضد مخيم جنين· فجر الثالث من أفريل ,2002 حيث حشد جيش الكيان الصهيوني، مئات الدبابات والآليات حول مخيم جنين وحاصره من جميع الجهات، مدعومة بطائرات الأباتشي الأمريكية الصنع، عدا عن مئات الجنود من وحدات النخبة في جيش الكيان كما يحلو لهم أن يسموهم، الذين كانوا يتهيأون لمعركة مع الرجال والنساء المدافعين عن مخيمهم، معتقدين أنهم في نزهة حربية، أو تنفيذ مهمة أمنية سريعة ومن ثم يعودون إلى مواقعهمئسالمين دون أي خسائر مادية أو بشرية، في غضون ذلك كان أبناء المخيم، يستعدون لملاقاة عدو انتظروا قدومه، بدأوا بتحصين مواقعهم، وزرعوا العبوات في مداخل الطرق والأزقة الضيقة للمخيم، ونصبوا الكمائن والقناصة في كل مكان، وعزم المدافعون عن المخيم على صد قوات الكيان الصهيوني حتى الشهادة· ومع انطلاق أول رصاصة من المدافعين عن المخيم، بدأ قناصة المحتلين استهداف كل شيء يتحرك على الأرض، استهدفوا المسعفين للجرحى، وكانوا من نساء المخيم، منذ تلك الجريمة وحتى الحادي عشر من أفريل، سقط 70 شهيداً على الأقل، وتضاربت الأنباء حول العدد الحقيقي للضحايا الذين سقطوا في المجزرة، فهناك من ذكر بأنهم أكثر من ,100 بالإضافة إلى إمكانية وجود عدد من الجثامين تحت أنقاض المباني المدمرة، وأشار البعض إلى احتمال دفن قوات الاحتلال لعدد من جثامين الشهداء سراً· كل من شاهد المخيم بعد وقف العمليات العسكرية جزئيا اعتقد أن زلزالا كبيرا دمر المخيم من هول ما شاهدوه من دمار لحق بالمخيم المقام على مساحة كيلومتر مربع· واستبسلت المقاومة واستطاعت أن تقتل العشرات من جنود النخبة، بعدها اجتاحت آلة الدمار الإسرائيلية المخيم، بشكل شامل وواسع بعد فشل الاحتلال الذريع في تحقيق هدفه الذي جاء من أجله، وهو تدمير روح المقاومة والصمود، حيث توغلت الآليات العسكرية وسط المنازل وهدمتها على رؤوس أصحابها، وتدخلت طائرات الاحتلال لدك المخيم، الذي يسكنه ما يقارب من 14 ألف لاجئ، 47% منهم تقريباً إما دون الخامسة عشرة أو فوق الخامسة والستين من العمر، لاحقهم المحتل حتى بعد أن أخرجهم من أرضهم بغير حق قبل أكثر من 61 عاماً· ونحن نستذكر مجزرة جنين لا زال الكيان الصهيوني مستمرا حتى يومنا هذا في عنصريته وهمجيته وارتكاب المجزرة تلو الأخرى ضد الشعب الفلسطيني، والعالم كله صامت لا يحرك ساكنا أمام الاعتداءات الصهيونية على القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين·