توفي، أول أمس، الكاتب الصحفي محمد روابحي، المعروف باسم محمد عصامي، وهو في العقد السادس من العمر· المرحوم مات وحيدا، حيث عثر على جثته بعدما اضطر أعوان الدرك إلى تكسير باب غرفته بفندق المنار بسيدي فرج في العاصمة· محمد عصامي أب لثلاثة أبناء وعمل في الحقل الثقافي، قبل أن يلتحق بمهنة الصحافة عبر جريدة ''ألجي ريبيبليكان'' ثم يومية ''الوطن'' و''لوماتان'' وأخيرا ''لوسوار دالجيري'' ، حيث صدرت له عدة مساهمات في المجال الأمني، كما ألّف محمد عصامي عدة كتب، خاصة حول عشرية الإرهاب، حيث تظل مؤلفاته أحد أهم المراجع التي يستنجد بها كل متتبع أو دارس للأحداث الأمنية التي عاشتها البلاد· ويعتبر محمد عصامي من أبرز المراجع الجزائرية في مجال الحركات الإسلامية وتطور العنف الإسلامي في الجزائر، وقد ألف كتابا بعنوان ''الفيس والإرهاب''، بحيث أكد خلاله تورط عناصر الحزب المحل في العمل الإرهابي وتبني الخيار المسلح بعد توقيف المسار الانتخابي، ليختص بعد ذلك في مجال الحركات الإسلامية المسلحة بداية من جماعات الفيدا وما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ ثم الجيا، كما تخصص في الصراعات التي برزت في صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة· ويعتقد الفقيد عصامي أن أولى الحركات الإسلامية في الجزائر تعود لسنوات الخمسينيات، بحيث ظهرت النواة الأولى في القصبة، وأن الحركة الإسلامية الحالية ليست امتدادا لجمعية العلماء المسلمين، ونقل شهادات وأسماء لأشخاص كانوا يعتبرون من أقطاب التيار الإسلامي، وهي الشهادات التي كتبت لأول مرة على أعمدة جريدة ''الوطن'' في بداية التسعينيات· وأجرى الفقيد محمد عصامي تحقيقات صحفية عديدة عبر مختلف ولايات الوطن خاصة تلك التي عانت من العنف الإرهابي، من بينها ولايات سعيدة، عين الدفلى، تيبازة، بجاية، تيزي وزو والشلف، كما ألف كتيبا عن إنشاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بالإضافة إلى إنجازه تحقيقات صحفية عن علاقة الجماعة الإسلامية بمصر بالحركات الإسلامية في الجزائر، وكيف تمكنت من تصدير أفكارها إلى الجزائر· وصدر لمحمد عصامي دراسات أخرى عن الجهاديين الأفغان أو ما يسمى بالعرب الأفغان، حيث عاد فيها إلى البدايات الأولى لانتقال ما كان يسمى بإخوان الجزائر إلى أفغانستان، وتوسط عبد الله عزام لإدماج إخوان الجزائر في صفوف مقاتلي قلب الدين حكمتيار وعبد الرسول سياف، ويعود في هذا التحليل إلى العلاقة الموجودة بين تنظيم الإخوان العالمي وعدد من قادته أمثال عبد الله عزام وشيخ أحمد بباكستان بالمرحوم محفوظ نحناح الذي يحظى حسب محمد عصامي بمكانة كبيرة في صفوف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين· وأجرى محمد عصامي لقاءات صحفية عديدة بقياديين بارزين في الحركات الإسلامية سواء الجزائرية أمثال عباسي دنية ومحفوظ نحناح والشيخ أحمد سحنون، وذلك من أجل إعداد دراسة حول حركة الدعوة الإسلامية التي أسسها هؤلاء الثلاثة أو قيادات للحركات الإسلامية العالمية، بحيث تنقل إلى عدد من الدول من أجل إتمام هذا العمل·